banarlogo

مقبرة روضة الكفيل تحتضن رفات الوجبة الخامسة من ضحايا مجزرة نزلاء سجن بادوش

روضة الكفيل1
احتضنت مقبرة روضة الكفيل، التابعة للمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف رفات الوجبة الخامسة من ضحايا نزلاء سجن بادوش، بعد استلامها رسميًا من دائرة الطب العدلي في محافظة النجف الأشرف، وجرت مراسم التشييع والدفن بحضور ذوي الضحايا، وعدد من الجهات والمؤسسات المعنية، في مشهدٍ استذكاري جسّد معاني الوفاء لتضحيات الشهداء، وصون حقوقهم، وتخليد ذكراهم في الذاكرة الوطنية العراقية.
وتولّت ملاكات المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وبالتنسيق المباشر مع عوائل الضحايا، استقبال الجثامين، والإشراف على مراسم الدفن في مقبرة روضة الكفيل، وسط أجواء إنسانية مؤثرة جسّدت عمق المأساة التي ما زالت تعيشها أسر الضحايا، حيث استحضرت المراسم مشاعر الفقد والحزن، وذكريات الأبناء الذين غيّبتهم جرائم الإرهاب، في واحدة من أكثر الصفحات دموية في تاريخ العراق الحديث.
وشهد يوم الخميس الموافق 25 كانون الأول 2025 استقبال هذه الوجبة، بعد أن سبق للمقبرة أن احتضنت رفات ضحايا أربع وجبات سابقة، ضمن سياق الجهود المتواصلة التي تُبذل لتوثيق جرائم نظام البعث والتنظيمات الإرهابية، ولا سيما جرائم كيان داعش الإرهابي، التي استهدفت الأبرياء على أسس طائفية وإنسانية، وخلّفت جراحًا غائرة في وجدان المجتمع العراقي.
واختُتمت المراسم بدفن الرفات في قبور فردية خُصِّصت لها لوحات تعريفية بأسماء الضحايا الذين جرى التعرّف على هوياتهم، واستُهلّت الفعالية بتلاوة سورة الفاتحة ترحّمًا على أرواح الشهداء، في مشهدٍ امتزج فيه الحزن بالعزم على مواصلة مسار التوثيق، والمطالبة بالعدالة، وعدم السماح بنسيان الجرائم أو طمس حقائقها.
ويُذكر أن دائرتي الطب العدلي ومؤسسة الشهداء كانتا قد أعلنتا استكمال إجراءات الفحص والمطابقة للحمض النووي (DNA)، والتحقق من وثائق تحقيق الهوية للوجبة الخامسة من ضحايا مجزرة سجن بادوش، إذ بلغ عدد الحالات التي تمّت مطابقتها (70) حالة، تعود لضحايا أقدمت عصابات كيان داعش الإرهابي على إعدامهم إبان سيطرتها على محافظة نينوى، في واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي استهدفت الإنسانية والكرامة البشرية.