استقبل المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف وفدًا أكاديميًا وطلابيًا من كلية التربية الأساسية بجامعة الكوفة، ضمّ أساتذةً وطلبةً من مختلف المراحل الدراسية، حيث كان في استقبالهم مدير المركز، الدكتور عبّاس القريشي، وعدد من مسؤولي وحدة الإعلام. وجاءت الزيارة ضمن برنامجٍ تعليمي يهدف إلى تعزيز وعي الطلبة بتاريخ الجرائم والانتهاكات التي تعرّض لها الشعب العراقي خلال حقبة نظام البعث والإرهاب التكفيري.
واطّلع الوفد خلال الزيارة على أبرز أنشطة المركز ومهامه التوثيقية، إذ قدّم الدكتور القريشي شرحًا وافيًا حول آليات عمل المركز في توثيق جرائم نظام البعث والإرهاب، وأهمية حفظ هذا التاريخ المؤلم ضمن أرشيف وطني يضمن عدم ضياعه أو التلاعب به. وأكد القريشي أن كتابة تاريخ المأساة وتعزيز ذاكرة الألم يمثلان خطوة أساسية في منع تكرار الانتهاكات التي شهدها العراقيون لعقود.
وأشار القريشي إلى أن الأجيال الشابة التي لم تعايش تلك الحقبة الدكتاتورية ليست بمعزل عن مخاطر تكرار تلك الجرائم، ما لم يتحمّل الجميع مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية في فضحها، وتدويلها عبر عرض الوثائق والشهادات أمام الهيئات الدولية، لإدانة النظام البعثي، وكشف حجم المعاناة التي ألحقها بالشعب.
وأوضح أن المركز تبنّى جزءًا مهمًا من هذه المهمة الوطنية، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة الاطلاع على الجرائم المرتكبة، إلى جانب ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك باعتبارها سلاحًا فعّالًا ضد الفكر المتطرف، ولحماية البلاد من محاولات العبث باستقرارها ومستقبلها.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة برامج يسعى المركز من خلالها إلى ربط المؤسسات الأكاديمية بمشاريع التوثيق الوطني، وإشراك الطلبة في فهم التاريخ المعاصر للعراق بما يُسهم في بناء وعي مسؤول قادر على مواجهة التطرف وحماية الذاكرة الوطنية.
