استقبل رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، الدكتور عبّاس القريشي، وفدًا من مؤسسة البقيع في مدينة شيكاغو الأمريكية، في زيارة هدفت إلى بحث سبل التعاون في القضايا الحقوقية والإنسانية المشتركة، وتبادل الخبرات في مجال توثيق الجرائم والانتهاكات التي تعرّض لها الشعب العراقي خلال حقبة النظام البعثي والإرهاب التكفيري، وقد تألف الوفد من الشيخ ساجد الباكستاني، والدكتور شفيق بدر، والسيد شهريار.
وشهد اللقاء مناقشةً موسّعة حول حجم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها نظام البعث ضد العراقيين، وما تبعها من جرائم إرهابية ارتكبتها بقايا النظام من الجماعات المتطرفة، مؤكدين أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الحقوقية والثقافية في تعريف المجتمع الدولي بما واجهه المواطن العراقي من مآسٍ متعددة، وضرورة كشف الأدلة والوثائق التي تُدين هذه الجرائم أمام الهيئات والمحاكم الدولية، من أجل حفظ حقوق الضحايا وصون تاريخ تضحياتهم من التحريف أو محاولات الطمس والتغييب.
وأبدى وفد مؤسسة البقيع رغبةً واضحة في الاستفادة من تجربة المركز العراقي في مجال توثيق انتهاكات النظام الدكتاتوري والإرهاب، ولاسيما منهجيته المعرفية في جمع الشهادات، وتوثيق الأدلة، وبناء سردية وطنية تحمي الحقيقة وتدعم ثقافة التسامح والتعايش السلمي.
وجرى خلال اللقاء اطلاع الوفد على المتحف التوثيقي التابع للمركز، الذي يضمّ صورًا ومقتنيات لضحايا نظام البعث والإرهاب، إضافةً إلى مجموعة من الإصدارات والكتب التي عمل المركز على إنجازها خلال سنواته الماضية. وقد عبّر الوفد عن تقديره للجهود المبذولة في حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق المآسي التي عاشها العراقيون، مؤكدًا أن مثل هذه الجهود تمثّل ركيزة أساسية لمنع تكرار الجرائم وضمان العدالة التاريخية.
