مايكل بريل
ترجمة قيس ناصر
أعلنت مؤسسة هوفر في الثامن والعشرين من تشرين الأول 2024م عن استحواذها على الملفات الوثائقية الرقمية الخاصة بأرشيف نظام صدام، وتنظيم القاعدة وفروعها؛ من مركز أبحاث سجلات الصراع (CRRC)، مع إتاحتها للمهتمين. وذكرت في مقال سابق صدر في شهر آب 2024م، إن هذا الاستحواذ كان نتيجة للمفاوضات التي دارت بين مؤسسة هوفر ووزارة الدفاع الأميركية، إذ أن الأخيرة كانت تنوي نقل الأرشيف العراقي إلى هوفر منذ سنة 2015م لولا تدخل محامين الحكومة الأميركية لإيقاف ذلك، بيّد أنّ هذا الإيقاف لم يستمر طويلاً، فسرعان ما عادت مفاوضات أرشيف (CRRC) بين هوفر ووزارة الدفاع، ولاسيما بعد الدعوى التي رفعها ستيف كول ضد الأخيرة حول الأرشيف نفسه، استناداً إلى قانون حرية المعلومات، وكانت نتيجة الدعوى وقوف القضاء إلى جانب كول؛ مما ألزم وزارة الدفاع تسليمه مجموعة وثائقية تعنى بالأرشيف العراقي من أجل إنجاز كتابه فخ أخيل، وقد أهداها لاحقاً إلى برنامج التاريخ والسياسة العامة في مركز ويلسون.
ومع إتاحة مجموعات الأرشيف الوثائقي لـ(CRRC) ، عبر أداة البحث الخاصة بأرشيف مكتبة هوفر(1)، التي أكدت حصولها نسخة مكتملة أكثر مما حصل عليها كول في تسويته مع وزارة الدفاع، وهذا يعني أن الملفات التي حصل عليها كول جزءاً من جزء من أرشيف (CRRC)، الذي حصلت عليه هوفر، وعلى ما يبدو أن بعض الملفات الوثائقية التي لدى كول غير متوفرة لدى هوفر، ولاسيما بعض الأشرطة الصوتية الخاصة باجتماعات صدام، وبمعنى آخر أن الأرشيف الذي حصلت عليه هوفر ليس كاملاً، مع الأخذ بنظر الاعتبار صعوبة التمييز بشكل دقيق بين الأرشيفين، ويمكن تفسير ذلك بالاستناد إلى سياق عملية استرجاع البيانات من القرص المادي الأصلي الذي يحتوي على الملفات الوثائقية بشكله الإلكتروني بعد عام 2015م، فضلاً عن انشغال موظفي البنتاغون والعاملين على الأرشيف بين سنتي 2022-2024م بأمور الاستحواذ، التي مهدت إليها تسوية كول كما مر الإشارة إلى ذلك سابقاً، التي يبدو أنها حدثت بمعزل عن مفاوضات الاستحواذ بين هوفر والبنتاغون، ولاسيما بعد التغيير في موظفي إدارة بايدن، وذلك ما تأكد لي حين تواصلت مع مسؤولي الملفات الوثائقية في مكتب وزير الدفاع(*)، إذ لم يكونوا على دراية بتفاصيل تسوية كول ومشروع مركز ويلسون الذي تضمن الحصول على أرشيف مركز أبحاث سجلات الصراع الخاص بأرشيف نظام صدام.
انضم أرشيف (CRRC) إلى المجموعة الرقمية الخاصة بالأرشيف العراقي في مؤسسة هوفر الذي يتكون من: وثائق احتلال العراق للكويت في المدة من 1990-1991م، وملفات شمال العراق-الأرشيف الكوردي- وهي مجموعة من الملفات الوثائقية التي استولت عليها أحزاب المعارضة الكوردية في انتفاضة 1991م، فضلاً عن ملفات حزب البعث – القيادة القطرية – التي حصلت عليها مؤسسة الذاكرة العراقية بعد 2003م بعد أعقاب الغزو الأميركي للعراق.
وجميع الملفات الوثائقية التي ذُكرت في أعلاه متاحة للاطلاع على نسخها الرقمية من خلال موقعيها في جامعة ستانفورد والعاصمة واشنطن، وتعتبر مصدراً مهماً للأكاديميين والباحثين الحكوميين الأميركيين على حد سواء، مع تركيز الفئة الأخيرة على انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم الحرب التي ارتكبها نظام البعث، وهو جهد مشترك بين الوكالات الحكومية الفيدرالية، يهدف إلى تحديد أو إبعاد أو مقاضاة مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية حينما يكون ذلك ممكناً.
وتشترط مؤسسة هوفر على الباحثين في ملفاتها الوثائقية الخاصة بالأرشيف العراقي في جميع المجموعات التي ذكرت سابقاً ـ أرشيف حزب البعث، والأرشيف الكوردي، وأرشيف العراق في أثناء احتلاله للكويت ـ، ومنها الملفات الوثائقية الخاصة بـ (CRRC) التوقيع على اتفاقية تُنظم عملية الإفادة من الوثائق، وتحظر التقاط الصور، أو تحميل نسخ من الوثائق، وتركز هذه الاتفاقية بشكل أساس على حماية المعلومات الشخصية للأفراد PII)) التي يمكن التعرف عليها، وهذا الأمر محل عناية واهتمام، ولاسيما مع أرشيف حزب البعث، الذي يحتوي على ملفات العضوية، وتفاعل الناس مع مؤسسات الدولة وتواصلهم. ومن ناحية أخرى، يتعلق أرشيف (CRRC) الوثائق المكتوبة، والتسجيلات الصوتية باجتماعات صدام، وأنشطة أعضاء الحزب والضباط العسكريين، إلى جانب كبار الشخصيات الأجنبية الذين زاروا العراق، والنوع الأخير من الوثائق، عادة، يقع خارج نطاق الاعتبار للمعلومات الشخصية التي يمكن التعرف عليها؛ لأنها متاحة، ولا سيما ما يتعلق بالاجتماعات الحكومية، واللقاءات الرسمية مع الوفود الزائرة، ولتوضيح هذه النقطة بشكل أكبر، ويدل إصدار الوثائق من الأرشيف العراقي نفسه، وإتاحته عبر مركز ويلسون لم يتطلب سوى الحد الأدنى من تحرير المعلومات الشخصية – إلى حد الآن -؛ على طريقة مسؤولة وميسرة لجعل هذه المصادر التاريخية متاحة لكل من يهتم بها.
والحقيقة السابقة لابد أن تبعث رسالة اطمئنان في نفوس مجتمع المخابرات، الذي لا يزال حذراً للغاية بسبب العواقب التي ترتبت عن إتاحة الأرشيف الوثائقي العراقي من دون قيد أو شرط على شبكة الانترنت من مدير المخابرات الأميركية في 2006م.
وليس بعيداً عن مركز أبحاث سجلات الصراع، فإن الجهود التكميلية التي يبذلها مركز ويلسون ومؤسسة هوفر، بالإمكان أن تساعد في تقديم العدد الهائل من الأرشيف الوثائقي العراقي إلى المجال العام، بشكل يتماهى مع قاعدة تحليل البيانات التابعة للبنتاغون. ومن شأن هذه المبادرة أو المغامرة أن تذكرنا بروح التعاون بين إدارة الأرشيف الوثائقي الوطني في الولايات المتحدة الأميركية والجمعية التاريخية الأميركية في تصويره وإتاحته للباحثين بشكل ميسّر لاستخدام الأرشيف الوثائقي الألماني الذي تم الاستحواذ عليه في العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
أحدث إضافات الأرشيف الوثائقي الرقمي لنظام صدام
يضيف الإصدار الأخير من ملفات نظام صدام (20) ملفاً وثائقياً رقمياً جديداً، إلى أرشيف مركز ويلسون الرقمي، وكما هو السياق في المقالات السابقة، يحتوي هذا المقال على التعريف ببعض سجلات المحادثات التي تحتوي نصوصاً عربية منفصلة متوازية مع ترجمات إنجليزية، أو سجلات بنسخة إنجليزية فقط؛ وذلك لأن المتعاقدين مع الحكومة الأميركية في حقبة (CRRC) كانوا يسابقون الزمن لمعالجة أكبر عدد ممكن من الملفات قبل نفاد التمويل.
لقد عمل برنامج التاريخ والسياسة في مركز ويلسون على جعل الملفات الصوتية متاحة أيضاً مع ربطها بالنصوص والترجمات المقابلة لها في الأرشيف الرقمي.
وفي الجزء الخامس(2) من سلسلة المقالات التي قدمتها، والذي يبدأ من حيث انتهى الجزء الرابع، يعود إلى موضوع الدفعة الثالثة من السجلات الوثائقية؛ إذ يقدم رسالة إضافية من برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام تعود إلى شهر أذار 1990م، حينما كان سفيراً للعراق في الأمم المتحدة، وتضمنت الرسالة معلومة مفادها تواصل دبلوماسي (إسرائيلي) مع مسؤولين عراقيين في سويسرا، وأكد برزان ضرورة مراقبة وزير الداخلية الأسبق سعدون شاكر، ورئيس جهاز المخابرات الأسبق فاضل البراك، وذكر في رسالته إمكانية اختيارهما من الولايات المتحدة الأميركية، وأعداء العراق على حد تعبيره كبديل عن حكم صدام. وكذلك يوجد ملف وثائقي آخر يعود تاريخه إلى أيلول 1989م، ويحتوي على رسائل بين برزان وشقيقه سبعاوي الذي شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العراقية بعد البراك، وفي ضمن الملف ردد برزان آراء صدام بشأن الصراع الوشيك، مثل: “إن الخطر الحقيقي هو الولايات المتحدة الأميركية، وتابعتها (إسرائيل)، ويريد الأميركيون السيطرة على المنطقة”، ورغم أن سبعاوي اتفق مع برزان، إلا أنه وجد رسالته فيما يتعلق بالعدائية بين أميركا و(إسرائيل) والعراق متشائمة بشكل مفرط، ولاسيما الاعتقاد بأن المصالح الحيوية لأي منهما غير مهددتين من العراق.
وفي ملف ثالث يعود تاريخه إلى تشرين الأول 1992م، عاد برزان إلى الشكوى لصدام فيما يخص شؤون الأسرة، وخاصة تصميمه على ترتيب زواج أبنه محمد من حلا – أصغر بنات صدام، وقد أبدى استغرابه من عدم إقناع صدام لابنته قائلاً: “لم أسمع قط أو أقرأ أو أشاهد شخصاً يتمتع بقدراتك على الإقناع والتأثير النفسي، ولا أستطيع أن أقنع نفسي بأنك عاجز عن إقناعها بالزواج من ابن عمها”.
ومثل الإصدارات السابقة، يُركز الملف الوثائقي الحالي بشكل كبير على حروب العراق، إلا أنها لا تتناول الحرب العراقية الإيرانية بشكل مباشر، إنما تضمنت سجلاً عن اجتماع عُقد بعد قصف (إسرائيل) لمفاعل تموز النووي العراقي في عام 1981م، وقد ذكر فيه صدام للحاضرين أن هدف (إسرائيل) الأساس هو منع الأمة العربية من التطور والتقدم والعيش على مستوى إنساني مناسب، وأشار أيضاً إلى أن سعي العراق للحصول على الأسلحة النووية كان دفاعياً، وهدف إلى منع (إسرائيل) من استخدام أسلحتها ضد العراق والعرب.
أما الاجتماع الثاني الذي عقد في عام 1982م، فقد تناول العلاقات مع الولايات المتحدة والأردن، ولاسيما ما يرتبط بزيارة الملك حسين إلى بغداد في ذلك التاريخ، إذ أخبره صدام أن المتطوعين في حرب العراق ضد إيران موضع ترحيب، وشكلوا لواء اليرموك.
والملف الوثائقي الثالث يتعلق باجتماع عُقد بعد وقت قصير من انتهاء الحرب مع إيران، وتناول المشاركون فيه التحضيرات لاستعراض احتفالات النصر في بغداد، إلى جانب قضايا معلقة، مثل: أسرى الحرب، وعبء الديون الخارجية على العراق؛ نتيجة الحرب تزامناً مع تناقص احتياطاته المالية.
وتتعلق ملفات وثائقية أخرى بالبيئة الجيوسياسية الإقليمية والعالمية في حقبتي الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج الثانية 1990-1991 م، وفي اجتماع عقد في عام 1989م، ناقش صدام ومسؤولوه تفكك الكتلة الشرقية، في حين تكهنوا بمستقبل الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وقال محمد الصحاف، وزير الخارجية والإعلام لاحقا، إن “الأميركيين عبروا بطرق مختلفة عن عدم رغبتهم في وجود اتحاد أوروبي قوي سياسيا؛ لأنه سيكون نهاية معاهدة شمال الأطلسي”.
وفي أوائل عام 1990م، وفي إشارة إلى شكوكه المتزايدة، قال صدام لمجلس قيادة الثورة في أحد الاجتماعات المسجلة التي تضمنها أحد الملفات الوثائقية: “إن الأميركيين والصهاينة، منشغلون بمعرفة ما يملكه العراق،” ثم مازحهم قائلاً: “قلنا لهم، إذا أعطيتمونا قنابل نووية لموازنة القنابل النووية الإسرائيلية، سواء كقرض أو هدية، فلن نغضب، بل سنكون شاكرين”.
وفيما يتصل بالجهود الدبلوماسية الإقليمية لتهدئة التوترات المتصاعدة بين العراق والكويت خلال صيف 1990م، تضمن تقرير مخابراتي عراقي طبيعة محادثة هاتفية بين الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي فهد.
إن قراءة الملفات الوثائقية الخاصة بتحرير الخطب التي ألقاها صدام في أعقاب قراره بغزو الكويت يجد أنها عبارة عن تصفية حسابات مع الزعماء العرب، وخاصة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك؛ إذ اتهمه بأنه يريد مواساة الأميركيين والصهاينة، ويكمل النص الوثائقي وصفه لـ مبارك بأنه هو وليس أي شخص آخر من حرك وسائل الإعلام والأقلام المأجورة التي أطلقت لطعن العراق ووصف صدام بأنه محتال، وفي خطاب من الحقبة نفسها، أشار صدام إلى الاستجابة الفورية التي قدمتها الولايات المتحدة بإرسال قواتها إلى المنطقة، إذ ذكر لقد كانت أميركا تحشد أساطيل الحرب، وأسراب الطائرات، وتدق طبول الحرب ضد العراق بحجة مواجهة التهديد العراقي للسعودية، وكما ظل الحال طيلة حرب الخليج في المدة من 1990-1991م، فقد سارع صدام إلى ربط مسألة مستقبل العراق في الكويت باحتلال سوريا للبنان، واحتلال (إسرائيل) للأراضي الفلسطينية، وعلى المستوى العملي، كان هنالك صراع لدى صدام وحكومته حول المستقبل الإداري للكويت، فمن جانب اعتياد السكان الكويتيين على مستوى معيشي أعلى من المحافظات العراقية، أما خطابهم الرسمي اعتبرها المحافظة العراقية التاسعة عشر.
وفي تشرين الأول 1990، أشارت ملفات وثائقية تخص اجتماع صدام مع وفد سوفيتي زائر، سعى فيه صدام إلى تسويغ أفعاله، ولاسيما غزوه للكويت قائلاً: حتى لو لم يكن للكويت امتداد تاريخي مع العراق، فإننا سنفعل الشيء نفسه؛ لأنه الخيار الوحيد لنا لملاحقة الدائرة المتورطة من المتآمرين، ولمنع الأميركيين والمتخلفين من فعل ما يريدون، واستمر بالتسويغ من خلال القول: “كانت هناك تعبئة من جانب الغرب ضد العراق، تتماهى مع الرغبات الصهيونية، التي وصلت إلى حد استهدافنا شخصياً.
وفي كانون الأول 1990م، استعمل صدام النبرة السابقة نفسها مع وفد أردني زائر، وقال لهم: “كان من الواضح أنهم يتصرفون بناء على أوامر أميركية. ولم يكن هناك شك في أن المؤامرة كانت من تدبير الأميركيين والصهاينة أيضاً”. وفي اجتماع عقد في كانون الثاني 1991م مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، أعلن صدام أن الهجوم الأميركي الوشيك على العراق لن يفشل فحسب، بل: “سنقاتلهم ونطردهم من المنطقة بأسرها”.
ويرتبط هذا الجزء من مجموعة الملفات الوثائقية بالسنوات التي أعقبت حرب الخليج 1990-1991، وتضمنت إحدى الرسائل آثار العقوبات المفروضة على العراق، وارتفاع الأسعار الذي نتج عن ذلك، وتحتوي ملاحظة جانبية غريبة، إذ لاحظ صدام الوجود المتزايد لمنتجات نستله في العراق، مبيناً أنها تدمر صحة الطفل.
وفي عام 1992، عقد صدام اجتماعاً مع القادة العسكريين حول خطط الطوارئ؛ لمواجهة الانتفاضات التي اندلعت في جنوب العراق وشماله في أعقاب انسحاب العراق من الكويت في عام 1991م.
وفي معرض حديثه عن عمليات التفتيش على الأسلحة التي جرت في حقبة تسعينيات القرن العشرين، أشار صدام إلى التناقضات الظاهرية في هذا الموقف على خلفية المواجهات المستمرة مع الجيش الأميركي، فقال: “هذه الدول في حرب معنا وتؤذينا؛ ونحن نسمح لها بجمع المعلومات عنا؟ كيف يحدث هذا؟”
وفي نظر صدام إلى المستقبل، ذكر: “لقد خططنا لعزل الأميركيين في هذا الصراع، وتتلخص الخطة في أن الدول الأخرى لن تشارك معهم”، وقد عقد اجتماعاً في عام 1995 حول ذلك تناول فيه الانقسامات المتزايدة بشأن الموقف من العراق بين سياسة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من ناحية، وفرنسا وروسيا والصين من ناحية أخرى، إلى جانب الكيفية التي يمكن بها للعراق أن يستغل هذه الديناميكية لصالحه، وهو الأمر الذي ظهرت نتائجه مع الموقف من الغزو الاميركي للعراق في سنة 2003م.
وفي اجتماع عُقد في تشرين الأول من العام نفسه تناول بالتفصيل وضع الحرس الجمهوري، إلى جانب الدروس المستفادة منذ عام 1991م، وأعرب صدام عن وجهة نظره بأن الضباط بحاجة إلى التعلم من الشخصيات العسكرية التاريخية، مثل: روميل وديغول.
ختاماً، إن هذا المقال شأنه شأن المقالات السابقة التي تُعنى بأرشيف نظام صدام في مركز ويلسون، ليس سوى مقدمة لمجموعة واسعة من الموضوعات الواردة في أحدث الملفات الوثائقية، ومن خلال تقديم سلسلة المقالات هذه دعوة لتشجيع الباحثين على دراستها بشكل أكثر تفصيلاً. وإنها قد أسهمت في التعريف بمئة ملف وثائقي من ملفات (CRRC) المتاحة حالياً عبر الأرشيف الرقمي لمركز ويلسون، فضلاً عن النسخة الأكثر اكتمالاً من الأرشيف التي حصلت عليها مؤسسة هوفر التي بدورها أتاحتها مؤخراً للباحثين على وفق السياق الذي تعمل به، وبينما نقوم بدراسة وإصدار ملفات وثائقية إضافية، سيستمر المهتمون بهذه المصادر التاريخية للوصول بشكل أكثر يسراً عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، تم تقليصه لما يقرب من عقد من الزمان عندما أغلقت CRRC أبوابها في عام 2015م.
هوامش المؤلف:
(*) رونالد ماكولي، مدير سجلات OSD وWHS، أجرى المؤلف مراسلات معه عبر البريد الإلكتروني بتاريخ 16 آب 2024م، كذلك مع جون سميث، مسؤول سجلات OSD، الذي أيضاً كانت للمؤلف مراسلات معه عبر البريد الإلكتروني بتاريخ 19 آب 2024م.
هوامش المترجم:
1- للتفاصيل أكثر، يمكن مراجعة: قيس ناصر، أرشيف نظام صدام مؤسسة هوفر تستحوذ على الأرشيف الوثائقي لمركز أبحاث سجلات الصراع (CRRC) ، المنشور في موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، كانون الأول 2024م
https://iraqicenter-fdec.org/archives/11032
2- لقد كتب مايكل بريل مقالات عدة في هذا السياق، منها
- أرشيف نظام صدام في مركز أبحاث سجلات الصراع يُتاح مرة أخرى
، وهو مترجم ومنشور في موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، آذار 2024
https://iraqicenter-fdec.org/archives/9060
- مجموعة وثائقية جديدة من أرشيف نظام صدام في مركز أبحاث سجلات الصراع (CRRC)، وهو مترجم ومنشور في موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، آب 2024م.
https://iraqicenter-fdec.org/archives/10398
- الأرشيف الوثائقي لنظام صدام وثائق عن حسين كامل، وحروب العراق، واجتماعات صدام، وهو مترجم ومنشور في موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، تشرين الثاني 2024
https://iraqicenter-fdec.org/archives/10906
- من أرشيف صدام في مركز CRRC الأسلحة الكيميائية والعقوبات ومشكلات عائلته، وهو مترجم ومنشور في موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، سبتمبر 2024
https://iraqicenter-fdec.org/archives/10640