نظمت جامعة الشطرة بالتعاون مع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، الأربعاء 4 كانون الأول 2024، ندوة علمية تحت عنوان” التطرف في العراق دروس الماضي لحماية المستقبل”، ألقاها الباحث في المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف الأستاذ الدكتور حسين عليوي الزيادي، تناولت الندوة محاور عدة أبرزها: مفهوم التطرف ومخاطره، وسمات المتطرفين، وموقف الإسلام من ظاهرة التطرف، وتم عرض مجموعة من الجداول، والخرائط، والصور التي تبين ما عاناه الشعب العراقي من مخاطر التطرف الفكري والديني، والتوزيع المكاني لشهداء سبايكر، وجداول توضح العمليات الإرهابية في العراق للمدة 2003-2020، فضلاً عن التعرض لأهم العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة بغداد، وأعداد الضحايا والجرحى.
وشدد الزيادي في محاضرته على أن التطرف الديني يعد أخطر أنواع التطرف؛ لأنه أسلوب مغلق في التفكير يتسم بـالجمود الفكري، وهو يظهر أزمة خطيرة في منظومة القيم والمبادئ التي تحكم العلاقة الإنسانية في بعض وجوهها، وأن المجتمعات الإسلامية تعيش مخاضاً ثقافياً، وتحوّلات سياسية عصيبة، ربما تنجم عن هويّة مضطربة وعنيفة، وربّما قاتلة في بعض الأحيان. مضيفا القول: على هذا الأساس لا يمكن الفصل بين مسألة التطرّف، وإشكالية الهويّة؛ لذا يحاول الفكر المتطرف طمس الهوية الثقافية للشعوب، وهذا ما تم فعله إبان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على بعض مناطق وسط العراق وشماله، إذ تم تدمير التراث الحضاري الذي يمتد لألاف السنين.
وقدم الدكتور حسين الزيادي تعريفاً بالمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، وأهم إنجازاته في مجال توثيق جرائم التطرف، ومعاناة الشعب العراقي.
وحضر الندوة السيد مساعد رئيس جامعة الشطرة د. فاضل محسن حمد، والسادة عمداء الكليات، فضلا عن بعض أساتذة الجامعة، وطلبة الكليات، وأوصت الندوة بالعمل على بناء منظومة ثقافية عراقية تؤمن بالهوية الوطنية وترصينها، بعيدا عن الطائفية والإثنية والعرقية، بما يضمن استقرار الوضع الأمني في البلاد، وتحجيم أثر المجاميع الإرهابية.