تمَّ الكشف عن أكبر مقبرة جماعيّة في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى في العراق، ارتكبها كيان داعش الإرهابي، تضمُّ هذه المقبرة أعدادًا كبيرة من ضحايا التركمان الشيعة الذين قتلوا على يد عناصر داعش خلال مدة سيطرتهم على المنطقة في يونيو 2014م.
فقد بدأت الفرق الوطنيّة، بإشراف مستشار رئيس مجلس الوزراء لحقوق الإنسان الدكتور زيدان خلف، ممثلة مديرية شؤون وحماية المقابر الجماعية بمؤسسة الشهداء ودائرة الطب العدلي، بفتح مقبرة (بئر علو عنتر). يأتي هذا الافتتاح كجزء من الجهود المبذولة لتحقيق العدالة للضحايا، وتحديد هوياتهم من خلال إجراء فحوصات (DNA)، ومطابقة العيّنات مع أقارب المفقودين، ومن ثم تسليم الرفات لذويهم.
وصرَّح مدير عام دائرة حماية وشؤون المقابر الجماعية، الحقوقي ضياء كريم، قائلاً: “تم فتح المقبرة على مراحل بعد اكتشافها، إذ شملت المرحلة الأولى تجهيز الموقع، وتأمينه من الأفاعي، والعقارب، والمخاطر الأخرى المحيطة، في حين تضمنت المرحلة الثانية عمل الفرق المختصة للكشف عن رفات الضحايا، إذ بدأت العمليات الرسمية لرفع الرفات في 2024/05/28م، بمشاركة فريق من دائرة الطب العدلي، وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة؛ لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)”.
وتعد مقبرة (بئر علو عنتر) من أكبر وأعقد المقابر الجماعية في العراق التي ارتكبها تنظيم داعش، وتُجسّد المأساة التي عاشها التركمان الشيعة خلال مدة سيطرة التنظيم الإرهابي.
وقامت دائرة الطب العدلي بجمع عينات الدم من أهالي الضحايا؛ لمطابقتها مع العينات العظمية في محاولة لتحديد هويات الضحايا.
جدير بالذكر أنّ عمليات فتح المقبرة تمت بحضور رسمي للحكومة المحلية، ومنظمات المجتمع المدني المعنية بجرائم داعش، فضلا عن المنظمات الدولية.