تستعدّ مقبرة روضة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة لاستقبال رفات الوجبة الخامسة من ضحايا نزلاء سجن بادوش، وذلك عقب استكمال الإجراءات والفحوصات الرسمية، تمهيدًا لإجراء مراسم التشييع والدفن بحضور ذوي الضحايا والمؤسسات المعنية، تكريمًا لتضحياتهم، وصونًا لحقوقهم، وتخليدًا لذكراهم ضمن الذاكرة الوطنية العراقية.
ويأتي ذلك بعد أن احتضنت المقبرة رفات ضحايا أربع وجبات سابقة، في إطار الجهود المتواصلة لتوثيق جرائم نظام البعث والتنظيمات الإرهابية، ولاسيما جرائم كيان داعش الإرهابي، التي استهدفت الأبرياء على أسس طائفية وإنسانية، وخلّفت جراحًا عميقة في جسد المجتمع العراقي.
وكانت دائرتا الطب العدلي ومؤسسة الشهداء قد أعلنتا استكمال إجراءات الفحص والمطابقة للحامض النووي (DNA) والتحقق من وثائق تحقيق الهوية للوجبة الخامسة من ضحايا مجزرة سجن بادوش، إذ بلغ عدد الحالات التي جرى التوصل إلى مطابقتها (70) حالة، تعود لضحايا أقدمت عصابات كيان داعش الإرهابي على إعدامهم أثناء سيطرتها على محافظة نينوى.
ويُشار إلى أن مجزرة نزلاء سجن بادوش، التي وقعت عام 2014، تُعدّ واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها كيان داعش الإرهابي، وأول جريمة إبادة جماعية استهدفت الشيعة بشكل مباشر، إذ أقدم الإرهابيون على قتل مئات السجناء الأبرياء على أساس هويتهم الطائفية، في جريمة جسّدت وحشية التطرف والإرهاب، وأكدت الحاجة المستمرة إلى التوثيق، والإنصاف، ومحاسبة الجناة، ومنع إفلاتهم من العقاب.
