في مشهدٍ إنساني بالغ التأثير، التقى الطفل التركماني (علي محمد جميل) بذويه بعد غيابٍ قسري دام أكثر من عشر سنوات، في لحظة اختلطت فيها الدموع بذاكرة الفقد، واستُحضرت خلالها مأساة العائلة التي دفع أفرادها ثمنًا باهظًا لوحشية كيان داعش الإرهابي. وكان الطفل علي قد اختُطف وهو بعمر سبعة أشهر فقط برفقة سبعة من أفراد أسرته، الذين أقدم الكيان الإرهابي الإجرامي على إعدامهم خلال عملية الاختطاف عام 2014، بعد أن قُتل والده أمام عينيه وأمام إخوته، في جريمة تجسّد الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان واستهدافه الممنهج للمكوّن التركماني الشيعي ضمن سياسات الإبادة الجماعية التي انتهجها. ويُذكر أن الطفل من مواليد 8 تشرين الأول 2013، وقد عُثر عليه عام 2019 في إحدى مناطق العاصمة التركية أنقرة، لتبدأ بعدها مساعٍ إنسانية وقانونية معقّدة، امتدت لسنوات، وتكلّلت أخيرًا بتحريره ولمّ شمله بذويه، في واحدة من القضايا الإنسانية التي أعادت الأمل رغم عمق الجراح. وتُعدّ هذه القضية واحدة من آلاف الملفات المؤلمة التي خلّفها كيان داعش الإرهابي، ولا سيّما جرائم اختطاف الأطفال، وتفكيك العائلات، وارتكاب الإبادة الجماعية بحق مكوّنات عراقية متعددة. وهو ما يؤكد الحاجة الملحّة إلى مواصلة الجهود الوطنية والدولية في توثيق هذه الجرائم، وإنصاف الضحايا، وكشف مصير المغيّبين، ومنع إفلات الجناة من العقاب.

لمشاهدة اللقاء يمكن الدخول على رابط مقطع الفيديو الآتي:
https://www.youtube.com/watch?v=jFgZhnHbER4