النجف الأشرف – السبت 26 تموز 2025

في مشهد مهيب يظهر وفاء الذاكرة العراقية لضحايا الجرائم الجماعية، شَيّع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، صباح اليوم، الوجبة الرابعة من رفات ضحايا الإبادة الجماعية لنزلاء سجن بادوش، التي تعود إلى فئة كبيرة من الأبرياء الذين قُتلوا بوحشية وبشكل جماعي على يد تنظيم داعش الإرهابي في 10 من حزيران لعام 2014.

وقد جرت مراسم الدفن في مقبرة روضة الكفيل لضحايا إجرام نظام البعث والإرهاب والتطرف في محافظة النجف الأشرف، بمشاركة ذوي الضحايا.

وأكد المسؤول على مراسم الدفن الشيخ محمد جعفر المهدوي أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود توثيقية وعدلية متواصلة، تهدف إلى استعادة كرامة الضحايا، وربط الذاكرة الوطنية بالعدالة الانتقالية، مشيرا إلى أن هذه الوجبة تم التعرف على هوية 20 ضحية من أصحابها عبر دائرة الطب العدلي بالتعاون مع فرق المقابر الجماعية ومؤسسة الشهداء.

وحثّ المركز الجهات المعنية على الإسراع في جبر الضرر لذوي الضحايا، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة البشعة، مشددا على أن ما حدث في سجن بادوش يمثل جريمة إبادة جماعية موثّقة، تستوجب الإدانة والمساءلة القانونية في المحافل الدولية.
واختتمت المراسم بدفن الرفات في قبور فردية، مع وضع لوحات تعريفية بأسماء الضحايا المُتعرف عليهم، فيما استُهلّت الفعالية بقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء في مشهد اختلط فيه الحزن بالإصرار على التوثيق ومواصلة المساءلة.