banarlogo

دراسة استقصائية تستعرض ضحايا المقابر الجماعية ومواقعها في النجف الأشرف

ef7189634b24deaea2dd15fdc6bf0f2e

قدّم مدير قسم شهداء ضحايا جرائم حزب البعث وشهداء الحشد الشعبي، في مديرية شهداء النجف الأشرف، الباحث الدكتور مازن جاسم شهيد الحمداني، بحثًا بعنوان (ضحايا ومواقع المقابر الجماعية في النجف الأشرف دراسة استقصائية).

جاء ذلك في أثناء مشاركته بفعاليات مؤتمر (ذاكرة الألم في العراق)، الذي يُقام بالتعاون بين المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وكرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب – جامعة بغداد، ومؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، بتاريخ 16 – 17 نيسان 2025.

واستعرض الباحث المقابر الجماعية في العراق، واستهداف فئات معينة من أبناء الشعب العراقي لأسباب طائفية وقومية، ومن كلا الجنسين، واستهداف الذكور من الشباب بصورة أكبر، وقد تراوحت الأعمار المستهدفة من (الأسابيع الأولى لعمر الضحايا إلى 85 عامًا) بحسب بيانات مؤسسة الشهداء، وقد شكّلت فئة الذكور النسبة الأكبر، إذ بلغت أكثر من 90 بالمئة من شهداء المقابر الجماعية.

وأوضح أنّ التركيز على جريمة المقابر الجماعية من الأمور المهمة جدًّا، إذ تحتاج إلى دراسات معمقة من أجل بحث أسباب مرتكبيها ونوازعهم، لوضع الخطط اللازمة لإنصاف ضحاياها، ومعاقبة مرتكبيها ووضع القوانين والإجراءات اللازمة لمنع تكرارها.

وأشار إلى أنّه كان من المتوقع جدًّا انتشار هذه الجريمة في الدول المجاورة للعراق، بعد تحريره من العصابات الإرهابية بسبب عوامل متعددة منها: أنّ القيادات البعثية التي لبست ثوب التطرف المذهبي، كانت هي الداعم الرئيس للفكر المتطرف في العراق، وأنّ هناك أواصر مشتركة وتعاونًا وثيقًا بين البعثيين ورعاة الفكر المتطرف، كما أثبتته التقارير الأمنية والتحقيقات القضائية العراقية، وما المذابح الطائفية في سوريا اليوم بحق العلويين والشيعة وغيرهم، إلا امتداد لجرائم البعث المقبور.

وأكد أنّ هذه الدراسة الاستقصائية تتبّعت وثائق، وإحصائيات، وشهادات عينية لمن حُكم عليهم بالإعدام في المقابر الجماعية في مدينة النجف الأشرف، لكنهم نجوا بأعجوبة من الموت المحتم.

ويهدف المؤتمر إلى تجاوز الماضي ببناء هوية وطنية عراقية مناهضة للتطرّف؛ من أجل ضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة خال من الألم، وتدوين جرائم التطرّف وعرضها أمام الرأي العام الدولي؛ للمساهمة في معالجة الآثار الاجتماعية والنفسية للعنف والإبادات الجماعية والجرائم والانتهاكات.