أكد رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف الدكتور عباس القريشي، الأحد 1 كانون الأول 2024، أنَّ التطرف بكل أشكاله، هو أحد أعظم التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث، إذ يسبب التطرف حالة من العنف المفرط واللامبالاة بالقيم الإنسانية، مما يترتب عليها آثار سلبية كبيرة على المجتمعات بأكملها، وتطرق خلال حديثه في الندوة العلمية التي أقامها المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف لطلبة كلية الآداب بجامعة الكوفة، تحت عنوان ” ذاكرة التطرف وأثرها في تعزيز السلم المجتمعي” إلى الجرائم الشنيعة التي ارتكبها نظام البعث والبعثيون منذ عام 1963 ولغاية 2003م، وشملت الإعدامات الجماعية، والتعذيب والتهجير القسري، وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، كجرائم الدجيل وحلبجة والأنفال، وجرائم التهجير والتغيير الديموغرافي، والسجون الجماعية للعوائل من أهالي الدجيل والأكراد في صحاري السماوة، وجرائم الاخفاء القسري، والممارسات الممنهجة من القتل والتعذيب ضد معارضي النظام في مختلف المناطق العراقية، واصفا تلك الجرائم وأمثالها بأنها تسببت في انهيار كامل للنسيج الاجتماعي، وأدت إلى خلل في هويات الجماعات المختلفة داخل العراق.
وتعرض بعدها الدكتور عباس القريشي إلى التحولات السياسية والأمنية العميقة التي شهدها العراق بعد عام 2003 ، إذ انتقل من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي هش، وهو ما أتاح للجماعات المتطرفة فرصة للظهور والانتشار، مشيرا إلى أن هذه الجماعات كانت تستغل الفوضى الناتجة عن احتلال العراق، فضلاً عن العمليات الإرهابية، لتنفذ عمليات إرهابية تتسم بالعنف الشديد، ومنها العمليات الإرهابية والانتحارية، والهجمات الطائفية، والاختطاف والتعذيب، وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد الشيعة و الأقليات، كما في مجزرة نزلاء سجن بادوش، ومجزرة سبايكر، ومجاز التركمان الشيعة، والجرائم ضد الايزيديين، وتهجير المسيحيين في 2014.
وختم بالقول إن ذاكرة جرائم التطرف تؤدي أثراً محوريًا في تشكيل المستقبل، وأن التوثيق الصحيح والمحاسبة والاعتراف بالخطأ، يمكن أن يفتح الأفق لبناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقراراً، وإن تعلم الدروس من ماضينا المظلم هو السبيل الوحيد نحو ضمان مستقبل خالٍ من التطرف والعنف، ويسهم في تعزيز السلم المجتمعي، مضيفا أن استعادة هذه الذاكرة والتوثيق لها هو من أولوياتنا، إذ إن هذه الجرائم لا يجب أن تُنسى، بل يجب أن تُدرس كمنهج من أجل المستقبل.