بمشاركةٍ فعَّالةٍ لباحثي المركز العراقيِّ لتوثيق جرائم التطرُّف في المؤتمر الدولي العام لكراسي اليونسكو في العراق الذي أقامته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في بغداد، نالتْ البحوث التي ألقاها باحثو المركز اهتمام المؤتَمرين، إذْ شارك باحثوه بثلاثة أبحاثٍ تنوَّعتْ في عنواناتها، ودارت البحوث حول أهمية التوثيق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات والإبادات الجماعية، والأساليب العلمية في توثيقها؛ من أجل ترسيخ ذاكرة الوعي، والكشف عن الأسس والثقافة التي يتغذَّى عليها التطرُّف، وحفظ حقوق الضحايا، وتأكيد عدم تكرار المآسي والمظالم.
البحث الأول كان لمدير المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرُّف الدكتور عباس القريشي، حمل عنوان: (مجزرة سبايكر: الجريمة المركبة بين البعث وداعش، وذاكرة الضحايا)، أوضح فيه جذور التطرُّف وأسسه المشتركة بين البعث وداعش، وضرورة حفظ ذاكرة الضحايا وما نالهم من ظلم وسلب لحقهم بالحياة، إذْ كانت مجزرة سبايكر إحدى الإبادات الجماعية المركبة، وقد نصَّتْ المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1946م، على الآتي:
في هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال الآتية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً.
( د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
(هـ) نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.
وجاء البحث الثاني للدكتور قيس ناصر معنونًا: (أهمية توثيق الإبادات الجماعية في العراق ودراستها)، ومتضمنًا ثلاثة محاور:
الأول: أهمية توثيق الإبادة الجماعية ودراستها.
الثاني: فهم الإبادة الجماعية.
الثالث: دور المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرُّف في توثيق الإبادات الجماعية ودراستها.
وقدَّم أهمَّ ما أنتجه المركز العراقي في هذا المجال، من موسوعات توثيقية، وكتبٍ مهمة، وبحوثٍ، ومقالات، وجهود أخرى في عقد المؤتمرات والندوات التي تعنى بهذا التخصُّصِ.
فيما كان البحث الثالث بعنوان: (دور المؤسسات التعليمية في مكافحة التطرُّف وتعزيز مبدأ التعايش السلمي)، للباحث الدكتور حسين الزيادي، طرح فيه ضرورة بناء أساس علمي لمكافحة التطرُّف، واعتبر أنَّ الأساس المعرفي السليم في المادة التعليمية يؤدي دورًا فاعلاً في بناء مجتمع متصالح، ويرسِّخ القيم الإنسانية التي من شأنها تعزيز السلم المجتمعي المبني على أساس الحوار، وتقبُّل الآخر المختلف، وفق مبادىء التعايش السلمي.
وقد لاقت بحوث المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرُّف استحسان المؤتمرين، من خلال المداخلات التي أغنتِ البحوث، وعرَّفتْ بأهميتها.