الإجرام بصيغته القانونية 4 سياسة البعث المتطرفة ضد المسيحيين في العراق في تدمير دور العبادة

د. رائد عبيس

لم يكن المسيحيون في العراق بأفضل حال عن غيرهم من الكرد، والكرد الفيليين، والشيعة، والشبك، ممن استهدفهم النظام البعثي في العراق. فقد كان وضعهم على غير ما هو شائع، على أنهم كانوا بحال جيد، ومختلف عن ما تلا سقوط النظام في 2003؛ لأن معيار مجلس قيادة الثورة، وعلى رأسه صدام حسين، هو الطاعة، والولاء والانتماء لحزب البعث، ولتأكيد هذا الولاء وهذه الطاعة للأيديولوجيا البعثية عليهم أن يذوبوا في قومية الحزب, حتى ان تطلب الأمر تغيير قوميتهم ، بما يتوافق مع شعار الحزب (أمة عربية واحد..)  وهذا ما جاء صراحة، بقرار (199) الصادر عن مجلس قيادة الثورة لسنة 2001. والمنشور في الوقائع العراقية بالرقم 3896 في 17/9/2001. (للاطلاع على نص المرسوم:   https://www.com140.com/pdf/kh(33)199.PDF).

أستأصل صدام حسين المسيحيين من قراهم، ومدنهم، وشملهم بالترحيل، والتهجير القسري، وتدمير دورهم وانتهاك مقدساتهم. وقد بيّن الأستاذ عبد الهادي المعتوق ذلك في مقالة له على موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف (للاطلاع على المقال عبر الرابط : https://iraqicenter-fdec.org/archives/3526).

فقد نالتهم منهم سياسة البعث المتطرفة، وتسببت لهم بكوارث حقيقية، كانت أبرزها، تدمير كنائسهم وأديرتهم ، ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية، وممارساتهم العبادية، وإخضاعها للمراقبة، والتجسس الأمني، وطالتهم الشكوك بالانضمام إلى المعارضة؛ نتيجة علاقتهم الوطيدة مع الأكراد، والشيعة، ولتداخل أماكن سكناهم مع مناطق الصراع. لذلك طالت مواقعهم السكنية، والعبادية، والتجارية، والخدمية. واصبح كل عمران لهم موضع تهديد بالزوال التام.

فقد كان استهداف الكنائس، والأديرة، والجوامع، والحسينيات، يمثل مخالفة دستورية واضحة لما جاء في المادة (25) من الباب الثالث من الدستور العراقي لسنة 1970 المؤقت، وانتهاكا لكل ما جاءت به قوانين حقوق الإنسان الدولية، والعهدين الدوليين.

فما هو معروف عن سياسية صدام حسين عدم احترامه للتشريعات الداخلية، وعدم التزامه بالمعاهدات الدولية، فكانت النتيجة التطرف بحق الاثنيات في العراق بشكل خاص، والمجتمع العراق بشكل عام. ولم يسلم منه لا البشر ولا الحجر.

 ونذكر في أدناه قائمة بما تم تدميره، من الكنائس والاديرة, في عهد حزب البعث قبل تولي صدام الحكم وبعده، حتى لا يقال بأنهم كانوا في حال أفضل مما كانوا عليه اليوم، فالتطرف السياسي العنيف في سياسة البعث لا يعرف حدوداً في استهدافه. (ينظر: المقرر الخاص للجنة حقوق الإنسان في العراق المرقمة E/CN.4/1998/67، Page 8 ).

  • كنيسة مار يو رشفة خنانيشو: تقع في حرير في أربيل، دمرت عام 1976.
  • دير مار يعقوب التابع للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية: يقع في قرية مار يعقوب، بني في القرن السابع، دمرت في عام 1976.
  • كنيسة مار كوركيس: تقع في قرية دوره في منطقة بروارة بلا، بنيت في القرن الثامن، دمرت في 1977.
  • دير مار قيومة: في قرية دوره في منطقة بروارة بالا. من أشهر أديرة العراق بني في القرن السابع، ودمر عام 1977.
  • كنيسة مار يونان: تقع في قرية عقرة في منطقة بروارة بلة ، دمرت في
  • كنيسة مطماريام: تقع في قرية ماخ في منطقة بروارة بالا، بنيت في القرن العشرين، دمرت عام 1997.
  • كنيسة مطماريام: تقع في قرية سردشت، بنيت في خمسينيات القرن الماضي دمرت عام 1977.
  • دير مار خنانا: يقع في قرية قارو في نيروي، بني في القرن الثامن عشر، دمرتها تفجيرات الجيش العراقي في عام 1977.
  • كنيسة مار قرياقوس: تقع في قرية قرو في نيروي، بنيت في القرن الثامن عشر، هدمت عام 1977.
  • كنيسة مار زكا: تقع في قرية باش في نيروي، بنيت في القرن العشرين، هدمت عام 1977.
  • كنيسة مرت مريم: تقع في قرية ويله في نيروي بنيت في القرن العشرين ودمرت عام 1977.
  • كنيسة قاديشته شمونة: تقع في قرية ويلح في نيروي، بنيت في القرن العشرين، دمرت عام 1977.
  • كنيسة مطماريام: تقع في منطقة قريباس في دهوك، صادرها النظام عام 1982؛ لمنع استخدامها من قبل الآشوريين بحجة قربها من مقر الأجهزة الأمنية في دهوك.
  • كنيسة أبا سرابيون: تقع في قرية بادلة في السومل، بنيت عام 1984، ودمرت عام 1988.
  • كاتدرائية مارزية: تقع في منطقة كرادة مريم في بغداد، وهي أكبر كنيسة دمرت في العراق، بداية عام 1985.
  • دير مار عوديشو: يقع في قرية دره في منطقة العمادية، بني في القرن الثامن عشر، هدم عام 1988.
  • كنيسة مار كرداغ: في قرية درعة منطقة العمادية، دمرت عام 1988.
  • كنيسة مار يوحنا: تقع في قرية الداودية في منطقة العمادية سرسنك، دمرت عام 1988.
  • دير مار يوسف: يقع في قرية ديرينه في منطقة العمادية، بني في القرن السابع، هدم عام 1988.
  • كنيسة مرتشموني: تقع في قرية بيتبادي في منطقة العمادية، دمرت عام 1988.
  • كنيسة مار جاورجيوس: تقع في قرية حزان في منطقة نهلة اقرأ، دمرت عام 1988.
  • كنيسة مار دانيال: تقع في قرية باختمي في منطقة سميل، دمرت عام 1988.
  • دير مار موشيه: يقع في جقلة في منطقة بروارة بالا.
  • دار الأيتام التابعة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية: تقع في كيلي زويتا في دهوك، صادرها النظام واستخدمها معسكرا للجيش الشعبي.

فهذا العدد الكبير مما تم تدميره, يعد اعتداءً واضحا على كل مقدسات الطوائف، والأديان، والأقليات الدينية، والعرقية في العراق، إذ تركت مخلفاتها وآثارها في تهديد التنوع الاجتماعي، والتعايش السلمي بينهم، وقد أخذت الجماعات المتطرفة، وأبرزها داعش، بسياسة البعث المتطرفة العنيفة، ونسخت تجربته في التعامل مع الاثنيات في العراق، ودمرت كل ما تطاله من دور عبادة، وأماكن مقدسة.