banarlogo

ذاكرة الألم لا تُنسى.. أسر ضحايا نزلاء سجن بادوش تستعيد الفاجعة في مقبرة روضة الكفيل

14
شهدت مقبرة روضة الكفيل التابعة للمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف مراسم دفن رفات عددٍ من ضحايا مجزرة نزلاء سجن بادوش، وسط أجواء إنسانية مؤثرة جسّدت عمق المأساة التي لا تزال تعيشها أسر الضحايا، حيث حضرت مشاعر الفقد والحزن بقوة، واستُحضرت ذكريات الأبناء والآباء والأزواج الذين غيّبتهم جرائم الإرهاب في واحدة من أكثر الصفحات دموية في تاريخ العراق الحديث.
وتجدّدت أحزان العوائل التي فارقت أبناءها وإخوتها وأزواجها منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، وهي تتشبّث بالأمل في أن تحظى بقايا تلك الأجساد الطاهرة بالاستقرار في قبورٍ منفردة، وقد ظهرت هذه المشاعر في مشاهد البكاء والندب وصرخات الألم التي رافقت المراسم، في تعبير صادق عن حجم الفاجعة التي خلّفتها الجريمة.
وتولّت ملاكات المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وبالتنسيق المباشر مع ذوي الضحايا، استقبال الجثامين والإشراف على مراسم الدفن، ضمن إجراءاتٍ تنظيمية وإنسانية تهدف إلى تكريم الشهداء وصون كرامتهم، وتخليد ذكراهم في الذاكرة الوطنية.
ويأتي استقبال هذه الوجبة (الخامسة)، بعد أن سبق للمقبرة أن احتضنت رفات ضحايا أربع وجبات سابقة، ضمن سياق الجهود المتواصلة التي تُبذل لتوثيق جرائم نظام البعث والتنظيمات الإرهابية، ولا سيما جرائم كيان داعش الإرهابي، التي استهدفت الأبرياء على أسس طائفية، وخلّفت جراحًا غائرة في وجدان المجتمع العراقي.
والجدير بالذكر أن مجزرة نزلاء سجن بادوش تُعدّ من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، إذ استهدف مئات السجناء الأبرياء على أساس هويتهم الدينية، وانتمائهم إلى أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، في جريمةٍ لا تزال شواهدها حيّة في الذاكرة العراقية، وتؤكد الحاجة المستمرة إلى التوثيق والإنصاف ومنع إفلات الجناة من العقاب.