شهد المعرض الوثائقي والصوري لضحايا نظام البعث والإرهاب، الذي نظّمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف ضمن فعاليات المؤتمر الاستذكاري السنوي الرابع لعوائل شهداء جرائم نظام البعث، حضورًا واسعًا لذوي الضحايا من الرجال والنساء، الذين استعادوا من خلاله ملامح المعاناة التي عاشها أبناؤهم خلال سنوات القمع والاضطهاد.
وتوقّف أهالي الشهداء أمام الصور والوثائق المعروضة، مستذكرين شجاعة أولئك الأبطال الذين واجهوا بطش النظام البعثي بقوة الإرادة، ورفضوا الخضوع للدكتاتورية وقوانين القمع، ليدفعوا حياتهم ثمنًا لمواقفهم الوطنية. وقد شكّلت هذه المعروضات نافذة حيّة على ما خلّفه النظام من مقابر جماعية ملأت أرض العراق، ومصيرٍ مجهول لعشرات الآلاف من المغيّبين الذين لم يُعرف مكان احتجازهم أو قبورهم حتى اليوم.
وفي مشهدٍ مؤلم يعكس حجم الفاجعة، أشار ذوو الضحايا إلى مبادرتهم في تشييد مقبرة استذكارية تخليدًا لذكرى الشهداء الذين لم يُعثر على رفاتهم، في خطوة تعبّر عن عمق الجرح، وتؤكّد حاجة العائلات إلى رمزٍ يجسّد وجود أحبّتهم الذين غيّبهم النظام ولم يترك لهم أثرًا. وقد تحوّلت هذه المقبرة الرمزية إلى مساحة للعزاء والوفاء، يُقام فيها ما يليق بتضحياتهم من مراسم استذكار وإجلال.
ويأتي هذا المعرض ضمن جهود المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف في حفظ الذاكرة الوطنية، وتوثيق معاناة الضحايا وجرائم الإبادة التي ارتكبها نظام البعث، بهدف إيصال الحقيقة للأجيال المقبلة وتعزيز مسار العدالة التاريخية.
