banarlogo

وجوه الشهادة…حكايات من رماد الوطن

2

النجف الأشرف / الكوفة –
وسط أجواء الزيارة المليونية، وعلى الطريق الرابط بين مرقدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومسلم بن عقيل (عليهما السلام) ومسجد الكوفة المعظم في قضاء الكوفة، وبالقرب من مرقد الصحابي الجليل ميثم التمار (رضي الله عنه)، أقام المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف معرضاً وثائقياً استثنائياً حمل عنواناً بليغاً في معناه ووقعه: “وجوه الشهادة.. حكايات من رماد الوطن”.


جاء المعرض ليكون نافذة على حقب مظلمة من تاريخ العراق الحديث، عارضاً أمام الزائرين وثائق وشهادات دامغة تكشف فصول إجرام نظام البعث، من بينها أوامر وإفادات وصور نادرة لضحايا المقابر الجماعية التي ارتُكبت قبل عام 2003، والتي طُمرت في باطن الأرض عقوداً قبل أن تُستخرج كشاهدة على وحشية القمع.
واشتمل المعرض على صور مؤثرة لاستهداف القباب المطهّرة بالصواريخ إبّان حكم البعثيين في مشهد يظهر حجم الاعتداء على الرموز الدينية والمقدسات. وانتقل الزائرون عبر الأجنحة إلى مرحلة ما بعد 2003م، إذ عُرضت صور لضحايا الإرهاب في تفجيرات واغتيالات هزّت مدن العراق، إلى جانب مشاهد موثقة من مجزرة سبايكر التي أودت بحياة المئات من الشباب العزّل، والتي بقيت جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الوطنية.
وفي تصريح خاص، أوضح الدكتور عباس القريشي رئيس المركز أن “تعزيز ذاكرة الألم أمر ضروري؛ لأنه يسهم في منع تكرار المجازر، وقد حرصنا على استثمار أجواء هذه الزيارة المليونية لإيصال رسالة واضحة مفادها أننا لن ننسى ضحايانا، وأن تخليدهم ليس خياراً، بل واجباً أخلاقياً ووطنياً، وبيّن أن انعقاد المعرض الوثائقي بدأ يوم 6-8-2025م وهو مستمر لغاية يوم 13-8-2025م “.

والمعرض، بمحتواه الغني وتوثيقه الدقيق، لم يكن مجرّد سرد لوقائع مأساوية، بل كان بمثابة أرشيف حيّ يُعيد رسم ملامح الشهداء ويروي حكاياتهم للأجيال، ليبقى رماد الوطن شاهداً على أن الذاكرة هي السلاح الأمضى في مواجهة النسيان ومنع تكرار المآسي.