banarlogo

التاسع من نيسان عروج للشهادة وسقوط لعرش الطغاة

التاسع من نيسان عروج للشهادة وسقوط لعرش الطغاة

 

د. عطور الموسوي

 

منذ تلك الليلة المشؤومة ليلة السابع عشر من تموز عام 1979 م ،حينما اطل رئيس الجمهورية احمد حسن البكر في خطاب مقتضب بلهجة اسى وخوف وهو يعلن انه سيتنحى عن الرئاسة لنائبة صدام حسين !
علم العراقيون ان ثمة غمامة سوداء قاتمة ستجثو على صدورهم لن تنجلي مادام هذا اللقيط رئيسا .. نعم لقد خبروا قسوته وجرمه وهو نائبا ..!
لم يمر عاما على توليه المنصب المغتصب الا وقد بطش بكل معارض له رجلا كان او امرأة .. طفلا كان او شيخا كبيرا .. هو يحمل حقدا على كل ذي حسب ونسب وعلم ودين ، ويحمل شعارا شوفينيا من لم يكن معي فهو ضدي ..
ولعل قرار مجلس قيادة الثورة في 31/3/1980 ذي الرقم (461) قرار اعدام الدعاة والذي كان سابقة قانونية في تاريخ العراق بما ورد فيه نص : أن تنفيذه وباثر رجعي وقد وقعه صدام بنفسه رئيسا لهذا المجلس ولقرارته قوة القانون ..هو اوضح علامة لاجرامه اقره ليمنح استبداده صفة قانونية بالقتل وليعطي لنفسه المتعطشة لدماء الشرفاء ضوءا اخضرا يجعل يديه تقطر دما ..
نعم بعد اقل من 5 أيام تجرأ على اعتقال السيد المفكر المرجع ومن ثم اخته الفاضلة العلوية بنت الهدى ( رضوان الله عليهما) .
اقدم على ذلك بكل صلافة غير آبه انه يحرم الانسانية من فكره النير وعلمه الذي لن يتكرر ! وانى لجاهل مثل صدام قد انغمس في وحل الرذائل أن يرتدع من فعال الدناءة بكل أوجهها !
قتلهما بدم بارد ظانّا ان سيمحو ذكرهما ولم يدرِ ان الشهيد كالسنبلة ان ماتت تملأ الحقل سنابل !
نعم .. على الرغم من كل القمع والارهاب والتنكيل بالدعاة استمرت شعلتهم متوقدة يُديم أُوارها عقيدة حسينية نابعة من شعار : ( هيهات منا الذلة ).. فكما نهض انصاره عليه السلام ضد انحراف سلطة بني أمية وعلى رأسها الطاغية يزيد ، نهض خيرة الشباب وكفاءات العراق ووجهاؤه ضد الطاغية صدام متلقين الموت بصدور عارية هادفين احدى الحسنيين اما النصر او الشهادة .. ومازال عبق ذكراهم مرتبط بذلك الهمام من آل الصدر الكرام ..
سار الرجال خلف نوره وسارت النساء ومن كل شرائحها خلف نور اخته العلوية آمنة الصدر .. طبيبات مهندسات مدرسات طالبات فتيات وامهات ومن كل الاعمار..
وقدم العراق قرابينا لاعلاء كلمة الله.. قوافل طرزت تاريخ العراق بأحرف من نور ما تمكن احد من اخماده، فها هي عشرات السنون تمر وذكرهم ما زال فواحا ومواقفهم الأبية ما زالت مصدر الهام لكل ذي لب تعزز قيم الثبات على المبادئ وتمد الانسانية باسباب البقاء كانسان حر لا يرضخ الا لله وحده ..
وشاءت قدرته تعالى أن يسقط حكم صدام في ذات يوم استشهادهما ليكون هذا التاريخ عبرة للطغاة وجبر لمن أحسن بالله ظنا .. فهو الذي يمهل ولا يهمل ..
فسلاما سلاما على الشهيد الصدر وأخته سلام متصل ما دام نبض في قلب كل مقاوم للظلم..
13 نيسان 2024
29 رمضان 1445