banarlogo

التَّضَامُنُ ضِدَّ التَّطَرُّفِ: يَوم عَالَمِيٌّ لِمَنعِ العُنفِ المُؤدي إلى الإرهابِ

التَّضَامُنُ ضِدَّ التَّطَرُّفِ: يَوم عَالَمِيٌّ لِمَنعِ العُنفِ المُؤدي إلى الإرهابِ

بقلم د. عباس القريشي

    في كلِّ عامٍ تَحتفلُ الأُمَمُ المُتحدةُ والدُّولُ المُنضويَّةُ تَحتَها باليومِ الدَّوليِّ لمنعِ التَّطرفِ العنيفِ المؤدِي إلى الإرهابِ الموافقِ للثاني عشرَ من شهرِ شباط لتُعَبِّرَ عن التضامنِ والتّكاتفِ العالميِّ لمكافحةِ هذهِ الظاهرةِ الَّتي تُهدِدُ السَّلامَ والأمانَ في جميعِ أنحاءِ العالمِ.

    إنَّ استذكارَ هذا اليومَ ليسَ مناسبةً للتذكيرِ بِخُطورةِ التَّطرفِ فحسب، وإنمَّا يُعدُّ نُقطةَ انطلاقٍ للعملِ المُشتركِ من أجلِ الحدّ منهُ ومَنعِ انتشارهِ.

    فظاهرةُ التَّطرفِ المتزايدةُ والعملياتُ الإرهابيةُ الَّتي يُمارسُها المُتَطرفونَ والاعتداءاتُ السافرةُ الَّتي يَرتَكِبُها الصهاينةُ وحلفاؤهُم بمرأى ومسمعٍ من المُجتمعِ الدَّولِيِّ تكون تحدِّيًا كبيرًا لمجتمعاتنا وللعالم بأسرِهِ، فهِيَ تُؤدي إلى موجاتٍ منَ الدَّمارِ، والفوضى، والمعاناةِ البَشريةِ.

    ومن هنا، تأتي الحاجةُ المُلِحةُ إلى التَّصدِّي لهذهِ الظاهرةِ والعَمَلِ على مَنعِها ومُعالجتها جَذرِيًّا عِبرَ قيامِ الأُمَمِ المُتحدةِ بِواجِبِها القَانُونيِّ والأخلاقِيِّ وتفعيلِ قوانينِ العقوباتِ ضِدَّ الأطرافِ الَّتي تَعملُ على إفشالِ الجُهودِ المُشتركةِ مِنْ مُكافِحِي الإرهابِ، والتَّطرفِ، والدكتاتوريةِ، والأنظمة النازيةِ، والصُهيونيةِ.

    تأتي أهمية ُالوقوفِ ضدَّ التَّطرفِ والعنفِ المُؤدي إلى الإرهابِ من ضرورةِ حمايةِ حقوقِ الإنسانِ، وتَحقيق العدالةِ، وضمانِ أمنِ، وسلامةِ الأفرادِ، والمجتمعاتِ.

    والقيامُ بذلكَ يَتَطَلَّبُ التعاونَ الشَّاملَ بينَ الحكوماتِ والمجتمعِ المَدنيِّ والقطاعِ الخاص، فضلا عن تَعزيزِ التَّعليمِ، والتَّوعيةِ، وبناءِ القُدرات لدى الشَّبابِ.

    ومن هذا المنطلق؛ فإنَّ اليَومَ الدَّوْليَّ لمنعِ التَّطرفِ العَنيفِ يُعدُّ فُرصةً للتّأملِ والعملِ المُشتركِ نحو بناءِ عالمٍ أكثر سَلامًا واستقرارًا

    فهوَ يُجَسِّدُ رسالةَ الأملِ والتَّضامنِ، ودعوة لكلِّ الأطرافِ لاسِيَّما داعِمي الكيانِ الصهيوني للوقوفِ معًا لمحاربةِ التَّطرفِ وبناءِ مجتمعاتٍ أكثر تسامحًا وتعاونًا.

    فلنتحدَ جميعًا في هذا اليوم المُهمِ، ونوَحِّدَ جهودَنا المشتركةَ في مواجهةِ التَّطرفِ والعُنفِ، ولنعملَ بكلِّ امكاناتِنا لتحقيقِ السَّلامِ والعدالة في جميعِ أنحاءِ العَالمِ.