البعث وداعش منهج واحد في انتهاك حقوق الإنسان
أ.د. حسين الزيادي
لا يمكن القول إن جرائم داعش أقل من جرائم البعث، بل هي امتداد واستنساخ لجرائم البعث، فقد كان التطابق واضحاً في جرائم الإبادة والمقابر الجماعية وسيادة القهر والاعتداء والتعذيب والتهجير فضلاً عن إشاعة منهج التخويف والترهيب والذعر والحط من كرامة الإنسان بهدف اذلاله وتخويفه إلى حد إطاعة الحاكم الجائر والطاغية سواء أكان(صدام حسين) أم (أبا بكر البغدادي).
لقد كانت حكومة البعث عبارة عن عصابة وحشية همجية بربرية لم يشهد لها العالم مثيلاً، جعلت من شعبها فريسة لها وعرضة للتعذيب، وقد وثّق المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في العراق بالتفصيل منذ عام ١٩٩١ انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، علماً أن تلك الانتهاكات كانت مسكوت عنها قبل هذا التأريخ.
وتأسيساً على ما تقدم نلحظ أن أغلب القيادات التي ارتمت في أحضان داعش هم من أعضاء نظام البعث الذين عملوا في تنظيم القاعدة ثم انخرطوا في تنظيم داعش، ومثال ذلك زعيم التنظيم المتطرف :أبي بكر البغدادي(إبراهيم البدري) الذي كان من البعثيين السلفيين القريبين من (عزت الدوري) والذي قاد مع حزب البعث الهجوم على الموصل في 9 – 10 حزيران عام 2014 ، والجدير ذكره إن عزت الدوري أشاد بتنظيم القاعدة وداعش بعد سيطرته على الموصل في حزيران 2014 ، في تسجيل صوتي نشر في تموز 2014 ، قائلا بالنص: أن أبطال وفرسان القاعدة والدولة الإسلامية لهم مني تحية خاصة ملؤها الاعتزاز والتقدير.
أما التشابه بن البعث وداعش في مجال انتهاكات حقوق الإنسان فيتضح من خلال:-
- جرائم الإبادة الجماعية: فقد اتضح مجال التعاون بين البعث وداعش بتنفيذ الأخير لمجزرة نزلاء سجن بادوش المروعة في العاشر من يونيو 2014، أعقبتها جريمة سبايكر التي تشكل علامة فارقة في السجل الدموي للتنظيم المتطرف ، ولقد أعادت هذه المجزرة إلى الأذهان الجرائم الوحشية التي قامت بها جلاوزة البعث المقبور ، فالأيادي التي قامت بهذه الجريمة البشعة هي أيادي بعثية بامتياز وإن اتخذت مسميات أخرى أو أعلنت انتماءها إلى داعش ..
- عدم الالتزام بالقوانين، وصدور الأحكام الشخصية بدون إجراءات قضائية.
- منهج العدوانية ضد المخالف لأفكارهم وآرائهم ومعتقداتهم.
- التزامهما بالتمييز العنصري والطائفي في التعامل مع الإنسان بحسب الهوية والطائفة والانتماء .
- القتل والاعتداء على الإنسان واقتراف الفواحش.
- إبادة المدن والقرى والمناطق المخالفة من دون مراعاة لأي حقوق.
- إشاعة الخوف والذعر والقهر والاضطهاد.
- قمع التظاهرات والانتفاضات المعارضة لنهجهم.
- استخدام الإعلام الكاذب والإرهابي والمضلل.
- يشترك نظام البعث مع داعش في قتل وإبادة علماء المسلمين. والمسيحيين والإيزيدين والصابئة والشخصيات المخالفة لهم..
- استخدام الرهائن والدروع البشرية والتضحية بهم للدفاع عن قواتهم.
- تسخير التربية والتعليم والجامعات لإعداد شباب إرهابيين ويدعمون حروبهم العدوانية.
- التشابه في إيجاد عشرات المقابر الجماعية أينما حلوا في حروبهم ضد الإنسان.
- تجيير المناهج الدراسية لغرس مفاهيم الكراهية والعنف ورفض الآخر.
إن نيسان 2003م يمثل تاريخ سقوط الهيكل الإداري لنظام البعث المقبور، لكن النظام الإيديولوجي والسلوكي يبقى مصدر تهديدا للأمن والاستقرار في البلد، والدليل على ذلك أن أغلب تنظيمات وكوادر هذا الحزب سارعت إلى الانخراط في صفوف الحركات المتطرفة، فأهم قادة داعش الإرهابي هم بالأساس قيادات بعثية وهو أمر من الضرورة بمكان استجلائه وبيانه تحقيقاً للأمن والاستقرار .