banarlogo

البعث وجرائم التطهير العرقي .. أسرار وخبايا

البعث وجرائم التطهير العرقي .. أسرار وخبايا

أ.د حسين الزيادي

لقد ارتكب نظامُ البعث التطهيرّ العرقي ضد أبناء الشعب العراقي، وقد بدأت هذه الجريمة بحملات التهجير الظالمة فــي أوائل نيسان سنة 1970، واستمرت حتى سنة 1979 وبلغت ذروتها فــي نهاية ذلك العام وبداية سنة 1980، إذ تم تسفير أكثر من نصف مليون كردي فيلي من وطنهم وتسفير تلك العوائل إلى إيران بعد أن جردت من أي مستمسك عراقي أثناء تلك الحملة الهمجية، وكانت قوات الأمن قبل ساعات من بدء عمليات التسفير تُسبب مناخًا من الرعب، في المنطقة والمناطق التي يداهمونها والتي شملت مدنا كثيرة في جنوب ووسط العراق، وغالبا ما يفضلون الليالي الباردة في الشتاء للقيام بحملاتهم وهم مدججون بالسلاح وكأنهم يستعدون لمعركة عسكرية، ولم يمهلوا تلك العوائل للخروج من دورهم سوى دقائق ولم يسمحوا لهم بحمل الحاجيات ويفتشون جيوبهم ولم يرحموا طفلاً ولا امرأةً حاملاً ولا شيخاً وحال خروجهم من الدار وهم في تلك الحالة البائسة كانت الشاحنات التي أعدت لهم لهذا الغرض في انتظارهم ويشرف عليهم جلاوزة عتاه لاوجود للشفقة في قلوبهم،  وتعتبر عملية ترحيل الكورد الفيلين جريمة ضد الإنسانية وهي من أنواع الإبادة الجماعية التي تعني تدمير الجماعات الوطنية أو العرقية أو الدينية أو الأثنية وترتبط هذه الجريمة بالحكم النازي وبنظام البعث، وهذا ما تعرض له الأكراد الفيلية في العراق، إذ تصاعدت موجات النزوح والترحيل بعد ثورة يوليو 1958 بسبب التوتر، بين نظام البعث وإيران، وكان الضحايا هم من المدنيين الآمنين .

 إنَّ أبرز الأسباب التي كانت وراء عملية التهجير والتي لم يتم التطرق لها بعناية وتسليط الضوء عليها تتمثل بــ:

  • الفكر الشوفيني الضيق:

إنَّ النظامَ البعثي المنحل يمثل نموذجاً للفكر الشوفيني الضيق، إذ كيف يمـــكن القيام بمثل هذه الجريمة بينما يقوم النظام بإسكان رعايا الدول العربية ومنحهم الجنسية العراقية، فضلاً عن امتيازات كبيرة أخرى فــي الوقت ذاته يقوم بطرد السكان الأصليين من وطنهم، ويصادر أملاكهم خلافا للدستور والقانون.

  • العامل الاقتصادي :

إنَّ مفاتيح العمل التجاري سابقاً كان بيد العديد من الكرد الفيلية خصوصاً ممن استقر فــي بغداد والدليل على ذلك ما قام به نظام البعث المجرم فــي غرفة تجارة بغداد وقيامه بتسفير التجار الكرد الفعليين بدون أي رادع أخلاقي أو ديني أو حجة قانونية.

  • العامل السياسي :

يرمي نظام البعث المجرم إلى تغيير البناء الديموغرافــي ومحاولة تغيير نسبة السكان الكرد وبخاصة بعد اتفاقية آذار سنة ١٩٧٠ م، محاولة للضغط على إيران من خلال عملية التهجير ومحاولة التأثير عليها بالنواحي الاقتصادية والسياسية.