banarlogo

نظام صدام ومحاربته للإسلام ومظاهره في المجتمع العراقي (2)

نظام صدام ومحاربته للإسلام ومظاهره في المجتمع العراقي (2)

الأستاذ عبد الهادي معتوق الحاتم

 

 

 

تعدّ النقاط التالية من أهم مصاديق الحرب غير المعلنة التي شنّها نظام البعث الشمولي على الإسلام :
أولاً : محاربة المظاهر الإسلامية في المجتمع : فالمجتمع العراقي وعلى الرغم من كل محاولات الأنظمة السياسية السابقة الهادفة إلى إقصاء الإسلام عن الحياة الاجتماعية ، إذ استطاعوا في اقصائه عن الحياة السياسية ولو إلى حين ، وصياغة هذه الحياة على وفق القيم الغربية والشرقية المنحرفة ، لكن المجتمع ظلّ يعيش العديد من المظاهر الإسلامية المتمثّلة في إقامة الاحتفالات الجماهيرية في المناسبات الإسلامية والاهتمام بشعائر الأعياد والمواسم الإسلامية كموسم شهر رمضان المبارك وموسم شهر المحرم الحرام والاهتمام بصلاة الجماعة في المساجد والحسينيات وإقامة مجالس الوعظ الإسلامية والمجالس الحسينية والمحافظة على الأجواء العامة في الكثير من محافظات العراق فضلاً عن القرى والإرياف ضمن الأعراف الاجتماعية الإسلامية ومنع وصول مظاهر الفساد والانحراف إليها إلا أنه بمجيء سلطة انقلاب السابع عشر من تموز وانطلاقاً من الخطط المشبوهة التي اعتمدتها تلك السلطة والتي تعي خطورة هذه المظاهر على سياستها المعادية للإسلام ، فقد بدأت هذه السلطة حملة من الإجراءات التي تهدف الى القضاء على تلك المظاهر الإسلامية ، وأهمها :
1) إزالة كل المظاهر الإسلامية من أجهزة الإعلام كنقل شعائر صلاة الجمعة والأذان والاحتفالات الإسلامية وغيرها ..
2) نشر الإشاعات والقيام بممارسات إرهابية لزرع الخوف في نفوس الجماهير بغرض منعها من التردد على المساجد والحسينيات وإحياء الشعائر .
3) محاولة ربط الخطباء الدينيين بأجهزة السلطة من خلال إجبارهم على استلام الرواتب الشهرية وقراءة موضوعات معينة كالدعاء لرأس السلطة .
ثانياً : محاربة الحوزة العلمية والمرجعية الدينية :
فمنذ الأيام الأول عملت هذه السلطة بالتصدي للحوزة العلمية في النجف الأشرف وللمرجعية الدينية في البلاد بهدف القضاء عليها لعلهم ينجحون فيما فشل فيه الأسياد ، ومن الأساليب التي اتبعتها السلطة لتحقيق أهدافها:
1. منع قبول الطلبة المسلمين (غير العراقيين) في مدارس الحوزة العلمية .
2. القيام بتسفير كل أساتذة وطلبة الحوزة وبعض الفقهاء من المسلمين غير العراقيين بحجة مخالفتهم لقوانين الإقامة في البلاد .
3. محاولة صنع (علماء) دين موالين للسلطة ومحاولة إنشاء مدارس وجمعيات إسلامية مزيفة .
4. اصدار قانون خاص للعتبات المقدسة يبيح للسلطة التصرف بثروات وأموال هذه العتبات .
5. القيام بحملات الاعتقال والتعذيب والاضطهاد لغالبية وكلاء المراجع وإصدار وتنفيذ أحكام الإعدام والسجن المؤبد على عدد كبير آخر ، وكانت أولى مظاهر هذا الموقف ، هو ممارسة الاضطهاد للمرجع المظلوم سماحة السيد محسن الحكيم رحمه الله .
وحتى الفكر الإسلامي والثقافة الاسلامية لم يسلما من عدوان نظام صدام ، من خلال منع مئات الكتب الإسلامية واخضاعها الى قواعد وتعليمات “الرقابة العامة” على المطبوعات … الخ .