ataba_head
banarlogo

نظام صدام ومحاربته للإسلام ومظاهره في المجتمع العراقي (1)

نظام صدام ومحاربته للإسلام ومظاهره في المجتمع العراقي (1)

 

الأستاذ عبد الهادي معتوق الحاتم

يمكن القول وبدون أي تردد ، إنه لم يأت على العراق بدءا من تأريخ تأسيس الدولة العراقية عام 1920 ولغاية سقوط النظام البعثي المقبور مطلع عام 2003م ، نظام حكم حاقد على الإسلام ومعادي لعقيدة شعبه ومرتكب لأبشع وأوسع الجرائم بحق الإسلام وبحق الشعب المسلم مثل نظام الحكم الصدامي الذي جاء الى السلطة في  العراق بواسطة انقلاب 17 تموز 1968 .

وأهم الأسباب التي تقف وراء هذا الحقد والعداء ووراء كل تلك الجرائم التي اتّصف بها نظام صدام في مواجهة الدين الذي يتديّن به أغلبية الشعب العراقي، ما يلي :

1 – الفكر المنحرف، فالفكر البعثي الذي تبناه نظام صدام فكر منحرف عن عقيدة الأمة ، ومناهض لتطلعاتها .

2 – موقف رئيس هذا النظام والذي لا يقلّ انحرافاً عن فكره وتبعيته للشرق والغرب .. ولنراجع بعض النصوص المختارة من هذا الفكر البعثي المنحرف الذي اعتمده نظام صدام التكريتي.

جاء في حديث للمجرم المقبور صدام في اجتماع ما يسمى بمكتب الإعلام بتاريخ 11/8/1977 ما يلي : ” من غير الممكن أن نحشر معالجاتنا للشؤون الدنيوية للحياة الراهنة حشراً فقهياً دينياً ؛ لأن مشاكل المجتمع الحديث الذي نعيش فيه مختلفة اختلافاً أساسياً عن المشاكل التي واجهتها العصور الإسلامية الأولى التي وضعت فيها قواعد الفقه ، إضافة إلى الانسياق وراء الرجعية في اعتبار أن نظرية الحياة العصرية بما فيها من تطور ، يجب أن تكون انعكاساً لتعاليم الفقه القديم ، إن مثل هذا الطريق لا يعدو أن يكون جريا خلف السراب ،إن عقيدتنا البعثية ليست نسخة لأي تحليل أو منطلق ديني .

وفي نص آخر  : جاء فيما يسمى بالتقرير السياسي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العراقي ما يلي : “إن نمو الظاهرة الدينية – السياسية لم يكن نمواً طبيعياً إيجابياً يعبّر عن حاجات أصيلة ويمتلك مبررات قوية وثابتة ، وإنما كان بمثابة ردّ فعل سطحي على النكسة المؤقتة لحركة الثورة العربية …

ويقول في نصّ آخر : إنّ ممارسة الحزبيين للعبادات الإسلامية وإيمانهم بالمفاهيم الإسلامية والدينية خطأ يجب منعهم من ارتكابه .

ويضيف : وإنه لا يجوز الإيمان بالمعتقدات الإسلامية ولا يجوز ممارسة العبادات الإسلامية ولا تعامل وفق القيم الإسلامية إذا لم يتمّ تقريرها من قبل قيادة حزبية مسؤولة أو من قبل مؤتمر حزبي مسؤول ..”.