العلاقة بين حزب البعث وداعش في مجزرة تكريت
الأستاذ عبد الهادي معتوق الحاتم
استهلَّ تنظيمُ داعش مشواره الحافل بالإبادات الجماعية بتنفيذه لمجزرة نزلاء سجن بادوش المروعة في العاشر من يونيو 2014، ومع أنَّ التنظيمَ قام لاحقا بتنفيذ مجازر وحشية أخرى في العراق وسوريا وليبيا ووسط وغرب إفريقيا والساحل ولا يزال يقوم بها حتى اللحظة إلا أنه أعطى غطاءً لمرتكبي مجزرة سبايكر من أبناء عشائر تكريت وفلول البعث ؛لذا كانت جريمة سبايكر علامة فارقة في سجله الدموي الطويل.
ففي الوقت الذي تبنّى كيان داعش مرتكبي الجريمة ومشاركته لهم في إبادة أكثر من 2156 ضحية من طلبة القاعدة العسكرية المعروفة، صفّى بدم بارد أيضا عشرات من منتسبي أجهزة الشرطة والجيش من الطائفة السنية متراجعا عن وعدٍ قطعع لهم بالعفو عنهم، وسميت هذه المجزرة في وثائق التنظيم بمجزرة المستتابين.
ونفّذ أيضا مجازر بحق بعض أبناءعشائر في الأنبار العراقية والمنطقة الشرقية في سوريا وفي سنجار شمال العراق، لكن ما يميز مذبحة سبايكر أن ضحاياها زادوا على الـ 2156 ضحية جرى توثيق إعدامهم بالفيديو.
إنها ربما تكون أول إبادة جماعية في التاريخ يتم تصويرُها من زوايا متعددة مع حرص واضح على تسجيل الكلمات الأخيرة للضحايا واستغاثاتهم اليائسة إمعانا في التشفي.
مجزرة إجرام تكريت هي عملية قتل جماعي وقعت في قاعدة سبايكر الجوية في تكريت ، بين 11-15 يونيو 2014.
ولقد أعادت هذه المجزرة إلى الأذهان الجرائم الوحشية التي قامت بها حثالاتُ بعث المقبور صدام التكريتي .. فالأيادي التي قامت بهذه الجريمة البشعة هي أيادي بعثية وإن اتخذت مسميات أخرى أو أعلنت انتماءها إلى داعش ..
وعلى الرغم من محاولة مجرمي البعث وعشائر تكريت إلقاء التهمة على تنظيم داعش الإرهابي، وأن السبب الوحيد لهذه المجزرة هو داعش ! لكن عندما نراجع الأحداث ، نجد أنّ الاسم الأبرز في كارثة (سبايكر) هو: إبراهيم سبعاوي ، فضلاً عن شقيقه عمر سبعاوي وآخرين من أقاربه .
و”سبعاوي إبراهيم التكريتي” الأخ الأكبر وغير الشقيق لصدام حسين ، الذي كان رئيس جهاز الأمن الداخلي لصدام خلال حرب الخليج ، كان يعدّ من أقارب صدام الموالين له حتى النهاية، وحكم عليه بالإعدام لارتكابه جرائم عديدة، ولقد مات في سجنه بسبب السرطان عام 2013!
أطلق سبعاوي إبراهيم على نجله اسم “إبراهيم” تخليداً لذكرى والده ، وقد تعلّم إبراهيم (الابن) دروس القتل والجريمة بشكل جيد في مدرسة والده وعمه.
في الصور التي نشرها تنظيم داعش في الأيام الأولى لجريمة سبايكر ، لم يُعرف إبراهيم السبعاوي،لكن في الفيلم الذي أطلقته داعش بعدها بقليل ، كان واضحا أن ابن شقيق صدام كان قائداً للمجزرة! وقد أعلن انضمامه إلى كيان داعش!
ونرفق آخر تغريدة لبشار سبعاوي شقيق إبراهيم سبعاوي ونجل إبراهيم سبعاوي وابن شقيق صدام ، كرّم فيها صدام حسين بمناسبة ذكرى وفاة صدام.
نعم مات مقتولا وهو في رقبته دماء الآلاف من الضحايا وعشرات الآلاف من الأيتام وستلاحقه لعنات الإمهات الثكلى والنساء المرمّلات.