banarlogo

سبايكر مجزرة الفكر المظلم

سبايكر مجزرة الفكر المظلم

الشيخ محمد الربيعي

 

 

قال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء/ 93

تتكرر علينا ذكرى مجزرة سبايكر في قتل الشباب العزّل في ١٢ / حزيران / ٢٠١٤ في القصور الرئاسية في تكريت وكان عددهم ما يقارب الــ( ٢٢٠٠ )، بعد يوم واحد من سيطرة داعش الإرهابي على مدينة الموصل، بطريقة وحشية، وتنطوي على استخدام للقوة القاتله بطرق متنوعة، لم تكن لضرورة عسكرية أو كرد فعل على تهديد يشكله الضحايا .

إنّ سبايكر عنوان الدم، سبايكر عنوان القتل الجماعي، سبايكر عنوان للقضاء على الشباب، سبايكر قنبلة أراد منها ضياع أصالة العراق والبدء بدمار لا يحده مكان ولا زمان .

سبايكر خُطط لها ضمن منظومة الشيطنة، عندما قام المنحرفون والمتطرفون تحت تضليل الفكر وتزييف الحقائق الإسلامية والتلاعب بأحكامه ممن هو ليس بتخصص فيه فمزج بين عنوان القتل والجهاد اللذين يختلفان لغة واصطلاحا ومفهوما ومصداقا ، بل وتوسعوا بالتضليل ليعطوا للبدعة مفاهيم والكفر مصاديق ما أنزل الله بها من سلطان، وكأن النص الديني ملكا شخصيا لهم يتعاملوا به بحسب مصالحهم حتى أفسدوا في الدين الإسلامي، وأنجحوا المخطط الاستعماري الشيطاني بتشويه صورة الإسلام الذي أصبح بمفهوم دول الغرب يعني الإرهاب وعدم الرحمة ، من هنا يكتشف خطورة الفكر المظلم،  وأثره على الفرد والمجتمع ، وكان استهداف العراق بالإرهاب متعمدا؛ لأن العراق فيه الإسلام الحقيقي الذي لا يخضع إلى الفكر الاستعماري ولأن العراق له بعد سياسي واقتصادي وديني وتأريخي يجعله يشكل الخطر الأول والعدو اللدود إلى الكيان الصهيوني، إذن ما كان وما جرى مخطط له وكان بعمد، ولكن [ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ]، ولكن مهما فعلوا والتاريخ شاهد كم فعلوا حتى يُزال العراق من الخارطة أو يبيدو إسلامه الحقيقي  من الوجود لم يستطيعوا هيهات أن يكون ذلك لهم، [ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ]. ومن هنا على المجتمع ككل أن يعتبر ويفهم ضرورة بيان مفاهيم الدين الحقيقي إلى الأمة ذلك الدين الذي صرح القرآن الكريم أن نبيه الخاتم أُرسل رحمة وإن لا إكراه فيه وأنه يحترم الإنسانية والإنسان وإن اختلف معه بالتوجه، وأنه دين محبة وسماح إلى آخر خصائصه الجميلة .

وعلى المجتمع أن يتماسك ويبتعد عن التطرف بكل أصنافه وأنواعه وتوجهاته، وأن يصنع جيلا يؤمن بوحدة البلد وأن ينظر إلى المشتركات  ويترك ما اختلف فيه ؛لأنه لا يشكل شيئا من الوحدة وليس هو لطرح المستساغ لكل من هبّ ودبّ لكي يستغله فيدمر المشتركات ويتمسك ويظهر فقط ١ % من الاختلاف الذي لا قيمة له أزاء المصلحة العامة من وحدة البلد ونصر الإسلام والتعايش السلمي القويم نسأل الله حفظ العراق وشعبه، والرحمة والرضوان على شهداء شباب مذبحة سبايكر .