ataba_head

المقابر الجماعية الحزن الذي لا ينتهي

المقابر الجماعية الحزن الذي لا ينتهي

 رياض الفرطوسي

 

 

 

 تمرُّ علينا ذكرى المقابر الجماعية والمجازر الوحشية ، التي لا تختلف عن مجازر النازيين في المانيا، مذابح المقابر الجماعية أو مذابح الكلية العسكرية في تكريت، لا تسقط بالتعاقب الزمني لذلك لا بد من إحياء هذه المناسبات، من خلال الاحتفاء بها وإقامة نصب تذكارية لها في كل مدينة، من مدن العراق. وأن تكون هذه المناسبة وطنية وتقليد وطني يساهم، في تثقيف الناس على الإدانة للقتلة.

قد نتفق على أن الجريمة هي _ جريمة _ سواء كانت، تتعلق بما أتعرض له أنا أو ما يتعرض له غيري. في مراجعة لتأريخنا السياسي القريب نجد أن، حزب البعث له مجازر وتصفيات كثيرة ، بدأها منذ تسلمه السلطة في العراق مروراً باحتفالية الموت العلنية في قاعة الخلد عام 1979، حيث نكّل وغدر برفاق الأمس ( الجناح اليساري في حزب البعث) بعدها بدأ طوفان الموت والمجازر والتصفيات، وحفلات التعذيب والاعتقال والسلخ والتيزاب، وأصبح للموت في العراق_ جمهورية_ لها مواقع مختلفة يدفع لها الأبرياء دفعاً دون أن يمنحوا فرصة الدفاع عن أنفسهم،إلى درجة أن صدام خاطب المجرم فاضل البراك، رئيس جهاز المخابرات قائلاً أنت غارق بالدم إلى رأسك.

ويُنقل عن البراك أنه كان يعاني من صراعات نفسية حادة ،كان يقول أن الضحايا يلاحقونني في النوم. وهذه حقيقة أن القتلة يبقون يعانون من ملاحقة الضحايا، ومن أجل أن نعلم الأجيال الجديدة أن القتل ليس له هوية، بغض النظر عن الممارسات والسلوك والطريقة

. دور الثقافة والفن والأدب مهم جدا في أن يؤرخ لهذه الأحداث وأن هذا الأمر يتطلب نوعاً من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والسياسية، ولا يمكن نسيان اللوحة الشهيرة ( الجرنيكا )للفنان العالمي، بيكاسو التي أدانت الفاشست الأسبان. لذلك يجب أن تكون هذه المناسبة فرصة تحفزعلى التضامن مع عوائل الضحايا على مستوى وطني.