banarlogo

جهد الفريق التحقيقي الدولي بجرائم داعش وتكامل أدلة الإدانة بمجزرة سبايكر

جهد الفريق التحقيقي الدولي بجرائم داعش

وتكامل أدلة الإدانة بمجزرة سبايكر

الأستاذ المساعد

الدكتور رائد عبيس

عضو المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف

ما زال يسعى فريق التحقيق الدولي بشأن جرائم داعش ويواصل بحثه, وتقصيه, وجمع أدلته بشأن طبيعة مجزرة سبايكر وظروف وقوعها, وما بعد وقوعها, وتداعياتها, إذ يحتاج ذلك إلى حالة من تكامل الأدلة على وفق السياقات العلمية إلى جانب الأدلة الواقعية, والقانونية, والقضائية, والصحية, والفحص الانثروبولوجي, وغيرها من قرآن الدلالة على حقيقة ارتكاب داعش, والبعث الداعشي هذه الجريمة, فالاطار المعرفي الأستقصائي الأبعد لهذه الحادثة يبقى في حالة ما تعرف “بتكامل الأدلة” إلى جانب الدلائل الأفقية والعمودية للجريمة. ولكن متى تتكامل الأدلة لتتكامل الإدانة ؟ ومتى تتكامل القناعات بأن داعش والبعث أداة واحدة في تنفيذ أبادة بمجزة حقيقية ضد الشيعة فيها ؟

وكيف تتكامل الأدلة من وجهة نظر فريق التحقيق الأممي؟

استعمل فريق التحقيق الأممي يونيتاد خلال جهده المياني والمختبري , جملة من التقنيات التكنولوجية والألكترونية بما تساعد على تحليل المواد المتحصلة بشكل منطقي يوفر ربط موضوعي عن كل المعطيات التي خلفها داعش , ولكن الفريق أختار من هذه المواد الدلالية ما هو أوضحها في التحليل والاقتران المناسب عبر تقنيات الكترونية رقمية, أو ليزرية توضح علمياً جزءا كبيرا من الحقائق المفترضة التي كانت جزءاً من ادعاء الجهات الحكومية, أو الشعبية, أو حتى الشهود من الناجين .

أصدر فريق التحقيق “يونيتاد” فيديو تحليلي جديد متعدد الوسائط يعرض أدلّة على جرائم تنظيم داعش ضد منتسبي أكاديمية تكريت الجوية بغداد، 6 تموز/ يوليو 2022 – يروي ُمجريات أحداث مجزرة أكاديمية تكريت الجوية في تكريت بالعراق، ليُسجل التحليل الجديد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في شهر حزيران/ يونيو 2014 والتي كان فيها الآلاف من الطلاب العسكريين وأفراد أكاديمية تكريت الجوية المعروفة باسم “معسكر سبايكر”  بالأغلبية الشيعية , تم تطوير الفيديو بالتعاون مع شركة بحوث “ستيو” وهي شركة تزاول التحقيقات البصرية، ليجمع بين أصول رئيسة من مجموعة متنوعة من الأدلة التي جمعها فريق التحقيق (يونيتاد) وكذلك السلطات العراقية، إنشاء سرد متماسك وإعادة بناء المساحة المكانية لتسلسل الأحداث التي أكتُشِفت، حيث تم تجميع صور الأقمار الصناعية, والبيانات الجغرافية المكانية, وإفادة شاهد العيان, ولقطات دعائية أصدرها تنظيم داعش, وتم تصويرها أثناء هذه الأحداث من قبل الجناة أنفسهم، لتقديم وصف تفصيلي, ودقيق لهذه الجرائم الجسيمة.يأتي نشر فيديو فريق التحقيق (يونيتاد) حول المجزرة عقب صدور التقرير الثامن للفريق إلى مجلس الأمن التابع لمجلس الأمن خاصة بالمجزرة في 10 حزيران/ يونيو 2022 ، تم من خلالها عرض موقف الأمم المتحدة، وإقامة فعالية في مقر الأمم المتحدة بتاريخ الفيديو الخاص بالمجزرة لأول مرة, هذا وقد تم نشر الفيديو كجزء من التزام (فريق التحقيق (يونيتاد) بتعزيز المساءلة عن جرائم تنظيم داعش، ويوفر فرصة لجمهور أوسع للتعرف على نطاق وحجم هذه الجرائم الدولية.

ويعد المستشار الخاص كريستيان ريتشر : أنَّ مجزرة أكاديمية تكريت الجوية تمثل أحد أكثر الأمثلة وحشية للعنف إلا أن التقدّم في التحقيقات في مجزرة أكاديمية تكريت الجوية التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الشعب العراقي، يأتي عبر التعاون الوثيق والمشاركة مع السلطات الوطنية العراقية ولا سيما القضاء العراقي باستكمال موجز القضية بشأن هذه المجزرة، وإمكانية استخدام الأدلة التفصيلية ً المقدمة لدعم محاكمات أعضاء تنظيم داعش، بعضهم من ذوي المسؤولية الكبرى عن تلك الجرائم, وقال : براد سامويلز مدير شركة بحوث “ستيو” إن هذا الفيديو يضم مجموعة من المواد الاستدلالية لتقديم وصف واضح, ومتماسك لهذه الحادثة المروعة، وبينما يتبع العمل الاستقصائي أعلى معايير الدقة فإنه من المهم اللا يصبح هذا العمل تحليلي وتجريدي.

ولا يمكن فهم نطاق وحجم هذا الحدث إلا من خلال التقاء إفادات الشهود, وتوثيق الطب الشرعي لتُمثل إنتاجاً مرئياً, وبهذا الصدد، طورت شركة بحوث “ستيو” التي اعتمد عليها الفريق منصة أدلة رقمية تستخدم المواد , وتحللها, وتقدم الوسائط المتعددة المرتبطة بها, وإتاحتها لجهات المساءلة في العراق, وجميع أنحاء العالم.

 إن فيديو مجزرة أكاديمية تكريت الجوية هو امتداد لجهود فريق التحقيق )يونيتاد( الواسعة لتسخير التكنولوجيا المتقدمة, والأساليب المبتكرة لتحقيقات الفريق في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، وهو أيضاً جزء من مبادرة لتقديم منتجات الوسائط المتعددة التي تَعرض بالتفصيل الجرائم الدولية لتنظيم داعش التي يحقق فيها فريق التحقيق ( يونيتاد) وفي شهر آيار/ مايو تقديماً مماثلاً متعدد الوسائط حول الإبادة الجماعية المُرتكبة ضد المجتمع , أصدر فريق التحقيق يونيتاد في 2021عرضاً للإيزيديين في كوجو، سنجار وقد ذكر المستشار الخاص ريتشر أن “هناك مسؤولية جماعية على الصعيد العالمي لضمان تقديم الأدلة التي تم جمعها أمام المحاكم الوطنية لمحاكمة الجناة، وتحقيق المساءلة الجنائية إلا إذا تم تحديد المسؤولين, ومحاكمتهم, وإدانتهم, وعندما يتم سماع مناشدات الضحايا  .

كل المناشدات التي صدرت, وصدحت, وأعلنت , لجميع الضحايا من الناجين وأهالي الضحايا لا سيما من أبناء الإيزيديين والشيعة, لم تكن كافية في قناعة الجهات الرسمية للتحقق ابتداءً بأن ذلك الاستهداف كان جزءا من حملة إبادة مكوناتية للإيزديين والشيعة معاً ! كما أن تباطؤ فريق التحقيق الأممي عن التحقيق لغاية 2017 كان جزءا من تباطؤ وتثاقل الأمم المتحدة ومجلس الأمن نفسه في إدانة وتحذير ومحاسبة الدول التي دعمت داعش في العراق وسوريا بشكل إجرائي واضح , كما أن قلة الدول والأطراف الداعمة لجهد الفريق التحقيقي يثبت تورط هذه الدول في عمليات دعم لداعش وأهدافه. كما أن على مجلس الأمن ولجان حقوق الإنسان فيه أن تكشف حجم ازدواجية الأنظمة لا سيما المجاورة للعراقي في التعامل مع قضية داعش قبل هزيمته, وجريمته وبعدها, لم تتحرر الأمم المتحدة ومجالسها من سياسة الكيل بعدة مكاييل في قضية داعش مع العراق وضحاياه !!!