ataba_head

استعادة الذاكرة … آيار 2003 لحظة اكتشاف المقابر الجماعية

استعادة الذاكرة

آيار 2003 لحظة اكتشاف المقابر الجماعية

د. قيس ناصر

جامعة البصرة

 

يمكن القول إن شهر آيار 2003, مثّل لحظةً استعادة أكثر مظاهر القسوة التي عانى منها الشّعبُ العراقي, وعلى الرّغم من الفرح والسرور, الذي صاحب الإطاحةَ بنظام الطاغية, إلا أنَّ 2003, شكّل أيضاً انعطافة للبحث عن المفقودين والمغيبين في السجون, ولعلّ من المظاهر     التي انتشرت هي بيع اقراص الـ CD في الطرقات والأسواق التي تفضح جرائم البعث, وفي الوقت نفسه تبين حجم المأساة التي كان يعيشها الشعب .

 

 

 

تتجلّى قسوة نظام صدام في وحشيته تجاه المواطنين العراقيين, تقدم مواقع المقابر الجماعية في جميع أنحاء العراق دليلاً آخر على فظائع صدام, والحديث السائد حينذاك يتمثل بالمقابر الجماعية واكتشافها, إذ أنَّ واحدة من الصور السائدة هي المقابر الجماعية التي تم العثور عليها، مثل الصورة في أعلاه لمقبرة تقع بالقرب من مزرعة في محيط المحاويل، وذلك في يوم 7 آيار 2003.

 

 

 

وصورة أخرى لعراقيين وهم يبحثون عن أقاربهم وأصدقائهم من بين الضحايا الذين تم العثور عليهم في مقبرة جماعية في المسيب، 75 كم جنوب غرب بغداد, ويعتقد أن الضحايا هم ممن فقدوا بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991, وتظهر الجثث ملفوفة في أكفان.

 

 

واحدة من المظاهر التي سادت في آيار 2003, هي لافتات النعي وإقامة العزاء على أرواح ضحايا جرائم البعث, والصورة أعلاه  كانت موضوعة على جدار منزل يقع على بعد بضعة كيلومترات من مقبرة جماعية جنوب شرق البصرة  وقد استدل ذوو الضحية عليها من خلال بقايا ملابس كان يرتديها الضحية,  واعتقدوا أن شقيقهم كان يرتديها حينما اختفى في عام 1991. ويمكن رؤية علامات مماثلة منشورة في جميع أنحاء جنوب العراق  غالباً مع صور مطبوعة لأشخاص مفقودين أو قتلوا على يد نظام صدام الوحشي .

 

.

وصورة أخرى تشير إلى عراقيين وهم يحفرون بحثا عن رفات ضحايا من مقبرة جماعية لانتفاضة 1991 في المسيب ، 75 كيلومترا جنوب بغداد.

يمكن القول إن شهر ايار 2003م شكل بداية عن المقابر الجماعية في جنوب العراق, على الرغم أن شهر نيسان, لم يكن يخلو من عملية البحث .

ملاحظة: أن اغلب الصور التي تم الإشارة إليها هي من تصوير توماس هارتويل