جرائم حزب البعث لم تستثن لاعبي كرة القدم
د. قيس ناصر
جامعة البصرة
عالمياً, أقرب الرياضات إلى الشعوب هي كرة القدم, ومع مونديال 2022, تأخذنا الذاكرة إلى الحكايات التي كانت حاضرة بقوة بعد أشهر أو أيام من سقوط نظام حزب البعث في العراق في 2003 عن قسوة ذلك النظام ووحشيته تجاه العراقيين, ولعل المقابر الجماعية في جميع أنحاء العراق تقدم دليلاً واضحاً على جرائمه, إذ كان الحديث الشاغل للناس حينها هو المقابر الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت .
واحدة من الحكايات التي تم تداولها هي جرائم المقبور عدي بحق الرياضيين بشكل عام ولاعبي كرة القدم بشكل خاص, إذ أن بعض اللاعبين عانوا من ويلات ذلك النظام وجرائمه, من عاهات جسدية أو عقلية، بأشراف من عدي الذي كان يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية العراقية, الذي بدأ حملة مرعبة من التعذيب والإذلال, ووصفها أحدهم بأنها تماماً مثل جرائم النازيين في الثلاثينيات, وينقل عن أحد الرياضيين الكبار أنه قال بأن عدي يمثل الجحيم للرياضة العراقية. ومن الجرائم التي ارتكبت بحق الرياضيين, فضلاً عن الإذلال، هي عملية تم تلطيخ بعضهم بالبراز وسجنهم, ووضع بعضهم في تابوت مع توجيه المسامير إلى الداخل حتى تجرحهم .
ولعل الجريمة المشهورة التي كان يمارسها المقبور عدي بحق اللاعبين, في حال خسارتهم هي حلق شعر رؤوسهم من أجل اذلالهم, بطرق من المؤكد أنها كانت تؤذيهم، واحياناً يتم تعليق اللاعبين رأساً على عقب ويجلدون (فلقة), ويجبرون على ركل الكرات الخرسانية .
ويروي أحد اللاعبين من الذين تعرضوا لتلك الجرائم, أن المرحلة الأولى من التعذيب هي الاستقبال عبر الضرب بكابلات بلاستيكية من 15-20 مرة، وبعد أن ينتهي الاستقبال, في المرحلة التالية، يتم إلقاء اللاعبين في مياه الصرف الصحي التي تصل إلى الركبة ويطلب منهم السباحة, ولا يقف الأمر عند هذا الحد, إنما يتم جرهم وهم عُراة الصدر عبر الأسفلت الساخن, من ثم اجبارهم على الركض وهم حفاة القدمين فوق الزجاج المكسور والحصى, من ثم تُجرى عملية توديعهم (وقت المغادرة) أو حفل التوديع كما يسميه بالضرب .
ويذكر أحد اللعبين أنه قد تعرض للجلد 20 مرة لأنه ظهر في أحد اللقاءات التي جمعته مع عدي أنه أطول منه -أي من عدي- وذلك بعد أن تمت دعوة فريقه لالتقاط صورة . ويذكر أحد اللاعبين المشهورين في العراق, انهم يتعرضون للعقوبة إذا وجدوا عليهم أي خطأ بسيط .
هذه صورة مصغرة عن الجرائم التي كانت ترتكب بحق لاعبي كرة القدم, وربما هنالك ما هو افظع منها .