banarlogo

السادس عشر من تشرين الثاني اليوم الدولي للتسامح

السادس عشر من تشرين الثاني….. اليوم الدولي للتسامح

الدكتور عباس القريشي

تعدُّ فكرة الأعياد التي يحتفل فيها الناس من الأفكار التي وُجدت بوجود الإنسان ولم يغادرها يوماً ما، ولما لها من تأثير على الإنسان وهو ما جعل كثيرا من المؤسسات والمنظمات الدولية أن تبتكر عددًا من الأعياد لتُعزز عن طريقها قيما يحتاجها الناس وتعمل على إلغاء عدد من المفاهيم الضارة بالمجتمعات الإنسانية فكانت الأمم المتحدة أحدى تلك المؤسسات التي ابتكرت عددًا من الأعياد السنوية  وتقيم فيها عددًا من الفعاليات لتذكر الناس بالنتائج المرجوة جراء تلك المناسبات ومن تلك الأعياد هو اليوم الدولي للتسامح ونبذ العنف في كل يوم 16 من شهر تشرين الثاني- نوفمبر ففي عام 1996، دعت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح عن طريق عدد من الأنشطة التي قد تكون مناسبة في وقتها إذ شملت أغلب المؤسسات التعليمية وأعدادا كبيرة من المجتمعات ، وجاء ذلك الإجراء عقب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 أنَّ عام 1995 م سيكون عام الأمم المتحدة للتسامح.

وفي المؤتمر العام ليونسكو في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، الذي صادف  مرور 125 عاماً على ميلاد( المهاتما غاندي) فاعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ بشأن بالتسامح وخطة عمل لمتابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح ، فأطلقت جائزة اليونسكو – مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف التي تُمنح كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح ، بوصفها مكافأة لشخصيات أو مؤسسات أو منظمات امتازت بمبادرات جديرة بالتقدير بوجه خاص، على مدار عدة سنوات، تهدف إلى تعزيز التفاهم وحل المشكلات الدولية أو المحلية بروح التسامح واللاعنف.

واليوم الدولي للتسامح واللاعنف يفرض على المؤسسات الدولية والأنظمة السياسية أن تتفاعل بنحو أكبر مع هذه المناسبة المهمة، إذ ما تمر به الإنسانية من حروب وعنف وتطرّف بأمس الحاجة إلى الدعوة إلى التسامح ونبذ العنف، وآملين أن يتجسد ذلك عمليا ويطبق على أرض الواقع فما يعانيه الشعب اليماني والأوكراني وعدد كبير من مهجري ونازحي العراق وسوريا بسبب الحروب والعنف وعدم التسامح .

فهناك الآف الأرواح تُزهق يوميا ومئات الأطفال بلا مآوى ولا مأكل، وعشرات الآلاف من العوائل والأسر مشردة فإلى متى ستبقى هذه الأعداد من الناس تعاني من الحروب والعنف وعدم السلام ؟ ألم يحن الوقت لتتحكم الإنسانية بالسياسة والجشع والطموح اللامشروع في نهب خيرات الآخرين؟