banarlogo

عبد الكريم الشيخلي …. الوجه الأسود لحزب البعث

عبد الكريم الشيخلي …. الوجه الأسود لحزب البعث

محمد جاسم الخزاعي

العتبة العلوية المقدسة

وُلِد الشيخلي في بغداد سنة 1935م من عائلة كردية مستعربة سكنت “باب الشيخ” وانتمى لحزب البعث سنة 1954م , التحق بكلية الطب وفُصِل منها قبل أن يعود إليها بعد قيام النظام الجمهوري سنة 1958م .

أصبح عضواً في أوّل فريق اغتيال بعثي لاغتيال عبد الكريم قاسم بالاشتراك مع (سمير عبد العزيز النجم , وسليم عيسى الزيبق , وحاتم حمدان العزاوي , وعبد الوهاب الغريري, وأحمد طه عزوز , وصدام حسين التكريتي).

وبعد فشلِ محاولة الاغتيال هرب إلى سوريا و حُكِم عليه بالإعدام غيابياً , عاد إلى العراق بعد سيطرة البعثيين على الحكم ليكون في القيادة القطرية لحزب البعث العراقي .

إلا أنَّ المحطة الأبرز في حياته الإجرامية كانت عندما أُنيط به المشاركة في اللجان التحقيقية بحقِّ المعارضين لهيمنة حزب البعث على السلطة.

حيث كان مع نخبة من أعتى المجرمين هم ( ناظم كزار , صدام حسين , عمار علّوش ) في مكتب التحقيق الخاص التابع للحرس القومي وقتها , فشارك في تعذيب جميع المعارضين , حيث كان يشاهد وملابسه ويده ملطخة بالدماء بسبب قسوة التعذيب الذي كان يمارسه.

والأكثر إجراماً أنَّ الشيخلي استعملَ اختصاصَهُ الطّبي في تعذيب السجناء حيث كان يأتي بالمرضى من مستشفى التدرن الرئوي  ويجعلهم يبصقون في فم المعتقلين لينقل لهم الأمراض الميؤوس من شفائها!.

ويتحدثُ حسن العلوي في كتابه ( العراق دولة المنظمة السرية) حول مساهمة عبد الكريم الشيخلي في التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية حيث قال : في عام 1980 زرت مدرسًا كان يقدم دروساً خصوصية لولدي في الفيزياء بمناسبة إطلاق سراحه من الاعتقال وكان قد اختفى عام 1970 فجأة, ولم يعثر على أثر له ، وعلمت من شقيقه آنذاك أن الشرطة السرية ألقت القبض عليه وهو يصلي في جامع براثا ، وحدثني عن يومياته في معتقل قصر النهاية ، الذي أمضى فيه ثلاث سنوات والسبع الباقية في معتقل آخر قائلا : في ليلة 13 رمضان عام 1970 استدعاني عبد الكريم الشيخلي للمثول أمامه في هيئة التحقيق ، وقد وجدته للمرة الأولى وديا خلافا لتصرفاته معي في أوقات سابقة وقد نهض من مكانه فتصورته سيجلس إلى جانبي لكنه أخرج من ثلاجته قنينة ويسكي وصب كأسا وقدّمه لي فشكرته على ذلك معتذرا ، لكنه قال : اشرب, قلت : أنا مسلم كما تعلم فاعذرني, قال : وهل نحن كفار خذ واشرب ,قلت: إن الله يمنعني من ذلك , قال وأنا أمرك على ذلك , قلت معاذ الله أن أخالف أمر الله , قال: إذا لم تشرب هذا فستشرب شيئا آخر , لكني أصررت على موقفي ، فنادى شخصا يدعى صبحي ، وكان هذا من قساة هيئة التحقيق ومن مساعدي ناظم كزار وقد أعدم في عام 1973، فقال له خذه وتبولوا في فمه فأخرجني إلى باحة السجن واجتمع أربعة أشخاص ففتحوا فمي وأنا ملقى على الأرض وبالوا فيه ، فتقدم الوزير قائلا : (يبدو أن هذا هو شرابكم المفضل) .

لم تدم مسيرة عبد الكريم الشيخلي أكثر من ذلك مع حزب البعث , إذ أنَّ سرعان ما عزله صدام التكريتي الذي انقلب عليه ليبقى مراقباً تحت إقامة شبه جبرية إلى أن تمَّ اغتياله سنة 1980 أثناء مراجعته لمديرية كهرباء الأعظمية , لتنتهي بذلك مسيرة واحد من أعمدة الإجرام داخل حزب البعث البائد.