banarlogo

قصّة وثيقة (6) التعامل مع الدور المغلقة في  الكويت 

قصّة وثيقة (6)

التعامل مع الدور المغلقة في  الكويت 

الباحث : عبد الهادي معتوق الحاتم

 

تعدّ هذه الوثيقة من الوثائق التي تبيّن الأساليب الإرهابية المنظمة التي طالما اعتمدتها سلطة صدام وبنى بموجبها ملامح عهده الأسود في العراق وفي المنطقة .

تتكون هذه الوثيقة من صفحة واحدة ، مرقونة على صفحة بيضاء وموقعة من قبل بارق عبد الله الحاج حنطة قائد قوات الخاصة بتاريخ 19/ أيلول /1990 ، والذي لاقى مصيراً أسود على يد قائده الضرورة ، هذه الوثيقة الموجهة إلى القائمة (6 ل 68 لمش 606، أي اللواء 68 واللواء المشاة 606) تحت عنوان التعامل مع الدور المقفلة ، تحمل الرقم ( الأمن /4/273 ) صدرت من قبل قيادة فوات الخاصة / الأركان العامة ( الإستخبارات ) .

يستنتج من خلال تاريخها أن الوثيقة كتبت بعد شهر وسبعة عشر يوم من إحتلال الكويت ، أي فترة الإعتقالات والتفتيش وجميع الوسائل الأُخرى التي كانت تؤمِن من خلالها السيطرة الأمنية على أوضاع البلد المحتل . كما يلاحظ ومن خلال التواقيع المؤرخة في أسفل الوثيقة بالإضافة إلى توقيع اللواء بارق عبدالله الحاج حنطة ، ان هناك أكثر من جهة اطلعت على الوثيقة ووافق على على البنود الواردة فيها وهي إجمالاً كالتالي :

(لاخظنا أن قسماً من أبناء محافظة الكويت لا يفتحون أبوابهم في أثناء التفتيش ويتجاهلون العاملين بعد طرقهم الأبواب والقسم الآخر يتحجج أن هذه الغرف مقفلة كون صاحبها سافر خارج المحافظة أو عند أقربائه كي لا يتم فتحها وأحياناً الخزانات الحديدية يدعون أن مفاتيحها مع (س) منهم الذي خارج العراق الجديد وإلخ….من هذه الأعذار التي لا تسهل مهمة متابعة أجهزتنا الحريصة على إنجاز واجباتها … عليه أرجو تبليغ العاملين بمثل هذه الواجبات للقيام بما يلي :

1- في حالة طرقهم الباب ولم يفتح يتم كسر إحدى الزجاجات أو نفس الباب الرئيسي والدخول بحذر شديد إلى داخل الدار وإذا وجدوا أن فيه عائلة لا تستجيب إلى المفرزة أو المجموعة يتم حجزهم جميعاً بعد حرقهم الدار بشكل كامل وعلى مرأى منهم ويسفرون إلى سجن البصرة بعد التحقيق معهم .

2- في حالة وجود خزانة حديدية ولم يتم فتحها بحجج واهية يتم حجز جميع أهل الدار ويستدعى الفنيين من الأمن لفتحها وإذا وجدوا فيها أية ممنوعات يعاملون كما جاء في (1) أعلاه .

3- في حالة إدعاء صاحب الدار أن هذه الغرفة ليس لديهم مفتاحها بسبب ضياع المفتاح أو كونه موجود مع أحد أفراد العائلة وهو الآن خارج الدار يتم كسر الباب أمامهم وفي حالة وجود أية ممنوعات يتم حجز جميع العائلة وحرق الدار أمامهم ونرجو أخواننا ورفاقنا المنفذين في حالة حرق أو هدم الدار لا يجوز أن تنسحب منه أية مادة مهما كان ثمنها أو الحاجة إليها .

4- حصلت موافقة السيد مدير جهاز المخابرات على مقترحنا الوارد في تقرير النشاط اليومي ليوم 16 أيلول 1990 لغرض تشكيل لجنة في تشكيلاتنا من المخابرات والأمن والشرطة لغرض القيام بجرد محتويات الدور والمحلات المتروكة والمقفلة والتي لم يتم الدخول فيها أو تفتيشها وتسليم محتوياتها حسب التعليمات الواردة اليكم بموجب كتابنا السرّي 147 في 6/9/1990 لإتخاذ ما يلزم والعمل بموجبه .

تنتمي هذه الوثيقة لفترة معروفة محلياً وإقليمياً وعالمياً وهي فترة احتلال الكويت، إذ وسَع فيها نظام البعث الذي كان يقوده الطاغية صدام حسين حدود الإرهاب لديه واحتل البلد الجار وسماه المحافظة التاسعة عشر تحت عنوان العراق الجديد . واعتمد النظام بعد الاحتلال نفس الوسائل والآليات القمعية التي طالما اعتمدها في البطش بالشعب العراقي ، وكان الهدف الرئيس في كل خطوة أمنية يقوم بها ، إنما هو صناعة الرعب والهلع في نفوس الناس . وكان إظهار أساليب العنف القصوى بياناً يومياً في كل ذلك ، إذ اتبعتها دولة البعث البوليسية .