جرائم الإرهاب في ذكرى عاشوراء (2004-2022م) /4
د. قيس ناصر
جامعة البصرة
في سنة 2011م, شهدت ذكرى عاشوراء جرائمَ إرهابيةً عديدة ما بين تفجيرات لسيارات مفخخة وعبوات ناسفة واستهداف مباشر لزوار الإمام الحسين عليه السلام, وعلى الرغم من أنَّ إحياء الذكرى لا يختلف عن السنوات السابقة من 2004-2010م, من حيث تعدد وتنوع الجرائم الإرهابية التي مر ذكرها في المقالات الثلاثة السابقة, إلا أن سنتي 2011, و2012م, هما امتداد لسنة 2010م من حيث تسلم القوات الأمنية العراقية لملف حماية مراسيم الزيارة بشكل كامل من قوات الاحتلال التي انسحبت مع نهاية 2011م, واستطاعت في يوم عاشوراء سنة 2012, منع حدوث الهجمات الإرهابية, وإن كانت قد حدثت قبل أو بعد يوم إحياء الذكرى .
واستمرارا لتقديم سلسلة مقالات كإحصائية أولية عن الجرائم التي ارتكبها الإرهاب بالعراق في ذكرى عاشوراء, وصلنا الى إحياء الذكرى في سنة 2011م, التي حدثت فيها جرائم موزعة كالآتي:-
- استشهاد 3 وجرح 4 في طريقهم إلى كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء, وقد تعرضوا إلى هجوم بواسطة قنابل يدوية في منطقة اللطيفية جنوب بغداد .
- استشهاد 16 وجرح 45 (أغلبهم من النساء والأطفال), في طريقهم إلى كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء, في منطقة النيل_شمال بابل, نتيجة استهدافهم بسيارة مفخخة .
- استشهاد 6 وجرح 18 في مجلس عزاء حسيني في حي الأكرمين –بابل, تم استهدافهم بعبوتين ناسفتين .
- استشهاد 8, وجرح 16 من المُعزين بذكرى عاشوراء, نتيجة انفجار عبوة ناسفة في حي أور-شمال شرق بغداد .
- استشهاد 3, وجرح 13, نتيجة عبوة ناسفة على الطريق نحو كربلاء في حي المشتل –شرق بغداد .
- جرح 9 من زوار الامام الحسين (عليه السلام), نتيجة انفجار عبوة ناسفة, في حي الزعفرانية_جنوب شرق بغداد .
- استشهاد 7, وجرح 10, نتيجة عبوة ناسفة على الطريق في حي العامل _غرب بغداد .
وحينها أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان له هذه الهجمات الإرهابية, ووصفها بالمروعة, وفي الوقت نفسه, أشار كوبلر من خلال البيان إلى أهمية التنوع في المجتمع العراقي, الذي يتم استهدافه من الجماعات التكفيرية .
وعلى الرغم من كثرة الهجمات الإرهابية, إلا أن القوات الأمنية قد أحبطت محاولة استهداف للزوار في منطقة الدورة _جنوب بغداد .
أما في ذكرى إحياء عاشوراء (1434ه) الموافق في سنة 2012م, ومع بداية شهر المحرم, حدثت سلسلة تفجيرات هزت عدداً من المدن العراقية, جاءت من أجل تشتيت جهود القوات الأمنية كما حصل في السنوات السابقة التي ذكرت في المقال1-3, مثل استهداف لقادة أمنيين أو تفجير للأسواق كما حصل في الحلة, إذ حدث تفجيران الأول بالقرب من الأسواق الشعبية في الحمزة الغربي, راح ضحيته 9 شهداء و30 جريحا بعضهم طالبات, والتفجير الثاني وسط المدينة, استشهد نتيجته 30, وجُرح 90, وكلاهما بسيارات مفخخة .
وبعد يومين من ذكرى عاشوراء, واكتمال إحياء الزيارة في كربلاء المقدسة, استشهد شخصان على الأقل وجُرح 16 آخرون في تفجير سيارة مفخخة في إحدى السيطرات الأمنية, كذلك انفجرت ثلاث سيارات مفخخة قرب ثلاث حسينيات في مناطق: الكريعات, والشعلة, والحرية, في شمال بغداد ما أدى إلى استشهاد 19 وجرح 72, وبعد أقل من أسبوعين على التفجيرين اللذين حدثا في بابل, حصل تفجيران آخران بسيارات مفخخة في منطقة الشاوي الأولى قرب أحد المطاعم الشعبية وسط الحلة فيما كان الإنفجار الثاني على بعد مئتي متر .
وكما ذُكر سابقاً, أن سنة 2012م, هي السنة الأولى التي نجحت فيها القوات الأمنية في منع وقوع هجمات ضد الزوار والمواكب الحسينية في يوم عاشوراء بعد أن كانت هذه الذكرى هدفاً في السنوات الماضية للعديد من الهجمات, وما حدث من عمليات إرهابية في هذه الذكرى كان أما قبل أو بعد يوم الذكرى .