banarlogo

جرائم الإرهاب في ذكرى عاشوراء(2004-2022م)/ 3

جرائم الإرهاب في ذكرى عاشوراء(2004-2022م)/ 3

د. قيس ناصر

جامعة البصرة

 

    مع الجزء الثالث من سلسلة مقالات جرائم الارهاب في ذكرى عاشوراء (2004-2022م), التي تهدف إلى تقديم احصائية أولية عن عدد الضّحايا من زوار العتبات المقدسة, ومواكب العزاء الحسيني, وصلنا إلى السنوات (2009م, و2010م), التي حصلت فيها بعض المتغيرات عن السنوات السابقة, التي جاء تقديمها في المقال الأول والثاني, إذ أن في 2009م, تبنت المجاميع الإرهابية توظيف الانتحاريات في استهداف الزوار والمواكب الحسينية, ولم يحصل فيها استهداف مباشر للأضرحة المقدسة, ولا توظيف للجماعات الضالة في مدن الجنوب كما حدث في سنتي 2007, و 2008م, كذلك فيما يتعلق بالمسؤولية الأمنية, ولا سيما في 2010م, فقد تسلمت القوات العراقية لأول مرة الملف الأمني لحماية الزائرين ومواكب العزاء الحسيني بشكل كامل من دون تدخل قوات الاحتلال .

     من الجدير بالذكر, أن في سنة 2009م, حصلت ذكرى عاشوراء مرتين, الأولى في بداية السنة الميلادية أي في 8 كانون الثاني (الموافق 10 محرم 1430هـ), أما الذكرى الثانية فكانت في 28 كانون الأول 2009  (1431هـ), نتيجة لتقدم السنة الهجرية في كل سنة 11 أو 12 يوم عن السنة الميلادية كما هو معلوم, لهذا سيتم تقسيم الاحصائية الأولية في وصف جرائم الإرهاب في ذكرى عاشوراء لسنة 2009 على قسمين: عاشوراء 1430 هـ, وعاشوراء 1431ه .

    في 2009م (عاشوراء1430ه), وقبل يومين من إحياء الذكرى, فجرت انتحارية نفسها في مجموعة من الزوار المتوجهين إلى ضريح الإمامين الكاظم والجواد “عليهما السلام”,  وكان نتيجة هذه الجريمة (40 شهيد و72 جريح), وقبل هذه الجريمة بيوم, تم استهداف أحد المواكب الحسينية في منطقة الزعفرانية جنوب بغداد بعبوة ناسفة راح ضحية الهجوم الإرهابي( 3 شهداء و20 جريحا), وفي مدينة الصدر شرق بغداد, انفجرت عبوة ناسفة عند مجلس عزاء أدى إلى (استشهاد 5 وجرح 22) .

    وفي 2009م (عاشوراء 1431ه), حيث تزامن إحياء ذكرى عاشوراء مع أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام), لهذا كانت الجرائم تستهدف مواكب العزاء الحسيني من محبي آل البيت (عليهم السلام), وكذلك تستهدف المسيحين في أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام), وحينها لم يقم مسيحيو العراق بمظاهر الاحتفال تضامناً مع ذكرى عاشوراء واحتراماً للمسلمين الذي أحيوا  ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام), إلا أن الإرهاب لم يستثن استهدافهم, فقد تم استهداف أحد الشباب المسيحين في مدينة الموصل .

    في مدينة الصدر- بغداد, فقد (استشهد4 وجُرح 13) في انفجار عبوة ناسفة استهدفت مشاركين بإحياء ذكرى عاشورا,. وفي بغداد الجديدة شرق العاصمة, استشهد 2 وجُرح 8 نتيجة استهداف موكبهم الحسيني, وفي الزعفرانية -بغداد, استشهد 8 وجُرح 30 نتيجة عبوتين ناسفتين استهدفت المواكب الحسينية .

    وفي مدينة الحلة، جنوب بغداد، استشهد 25 وجُرح 62 بانفجار مزدوج وسط المدينة بواسطة سيارة مفخخة وعبوة ناسفة, وفي كربلاء وقبل زيارة يوم عاشوراء, انفجرت عبوة ناسفة استهدفت الزوار, واستشهد أحد الزائرين وجُرح 20, وفي طوز خورماتو- جنوب كركوك, تم استهداف أحد المواكب الحسينية, واستشهد حينها 5, وجُرح 27.

من جهة أخرى، قد أحبطت القوات الأمنية في بغداد محاولة تفجير انتحارية في حي الجامعة وألقت القبض على الانتحاري قبل تنفيذ العملية .

    وفي 2010م, ( عاشوراء 1432ه), وهي السنة الأولى بعد الاحتلال الأميركي للعراق, التي لم تشهد مشاركة قوات الاحتلال في تنفيذ الخطة الأمنية في ذكرى عاشوراء, وكانت العمليات الإرهابية موزعة كالآتي:

  في بلد روز- ديالى, (استشهد 4 وجُرح 17), نتيجة تفجير انتحاري وسط موكب لإحياء ذكرى عاشوراء, وفي بغداد, استهدف الإرهابيون تجمعاً لموكب في حي المشتل-بغداد بواسطة قذيفة هاون وكان نتيجة الهجوم(4جرحى), وفي مدينة الحرية-بغداد, (جُرح 4)نتيجة عبوة ناسفة.

    وواحدة من طرق الجرائم الإرهابية التي كانت ترتكب, هي, استهداف الزوار على طريق بغداد –كربلاء, وفي هذه السنة أي 2010, مع ذكرى عاشوراء, تم استهداف( 7 زوار أصيبوا بجروح) بانفجار عبوة ناسفة, فبعد أن كان الإرهابيون يقطعون الطرق لقتل الزوار, هنا, قد تحولت استراتيجيتهم نحو استخدام العبوات الناسفة وهذا الحادث في جنوب بغداد- الدورة, وفي حادث ارهابي مماثل( استشهد 8 زوار) نتيجة العبوات الناسفة التي زرعت على الطريق في شمال بغداد . وفي هجوم ارهابي اخر استهدف مواكب الزوار من خلال عبوتين ناسفتين, في حي الغزالية-بغداد,  أسفر عن (استشهاد 10 وجرح 10 آخرين) .

   وفي حي الكاطون في بعقوبة- ديالى, استهدف انتحاري موكباً حسينياً, وكان نتيجة الهجوم( 3 شهداء, و3 جرحى), وبعد وصول القوات الأمنية إلى موقع التفجير الانتحاري, تم استهدافهم بعبوة ناسفة (وجُرح 20 من المنتسبين) .

    وتزامناً مع ذكرى عاشوراء في م2010, وعلى الرغم من تعدد العمليات الإرهابية, إلا أن القوات الأمنية، تمكنت من اعتقال مجموعة من المتهمين بالانضمام إلى خلايا إرهابية في شمال بابل وكربلاء, كانت تنوي استهداف الزائرين في يوم عاشوراء .