استراتيجية فريق التحقيق الدولي بجرائم داعش
في جمع الأدلة من شهادات الشهود / 2
الأستاذ المساعد الدكتور رائد عبيس
جامعة الكوفة
حرص فريق التحقيق الدولي بجرائم داعش على أن تكللَ جهودُهُ بالنجاح، من خلال نواتج جديدة، ومختلفة، ومتفردة، يختصُّ بها كفريق متكامل بكل استعداداته، لأداء مهمته التي أُنيطت به. تمثّل هذا الحرصُ بأول منهجيات الفريق وهو جمع الأدلة، ومصادر هذه الأدلة متنوعة ومتعددة، ولعل أهمّها هو شهادة شهود العيان للجريمة، سواء من الناجين منهم، أو من إفادة أحد المشاركين بتنفيذ الجريمة، أو أي طرف آخر لديه شهادة عمّا جرى في مسرح الجريمة وبداياتها, أو نهايتها, أو تبعاتها.
بعد أن وفّر هذا الفريق بناه اللوجستية الكافية، وتقنياته اللازمة في مقر عمله في بغداد، لتلقي شهادات الشهود, سواء عبر الوسائط الإلكترونية ، مثل: الأجهزة التسجيلية، ووسائل الاتصال الفيديوية ، وتلقي الاتصالات الخلوية وغيرها، أو من خلال اللقاءات الميدانية التي تتطلب جهداً استثنائيًا من الفريق تمثل بالآتي :
1- تعزيز الثقة مع الأطراف المعنية بأهمية أخذ الشهادة منها، وهم الشهود أنفسهم من الناجين.
2- توطين علاقات مع الفواعل الاجتماعية، والدينية، والسياسية، والرسمية وغير الرسمية مع حكومة المركز، وحكومة الإقليم في كردستان العراق.
3- تعقب الشهود أينما وجدوا، والبحث عن وسائل التواصل معهم، وإقناعهم بضرورة إبداء الاستعداد للشهادة ضد تنظيم داعش.
4- توفير الدعم النفسي، والإرشاد الاجتماعي، والصحة العقلية، لكثير من الشهود لضحايا الصدمة بتلك الجرائم.
5- توفير أماكن آمنة ومناسبة ومستلزمات فنية وتقنية وخدمية للشهود، لتوفير بيئة مناسبة، وجو ملائم للحديث الصريح في تقديم الشهادة.
6- تنظيم قاعدة بيانات بالشهود، وبمن أدلى بالشهادة فعليا، وبالممتنعين لأسباب خاصة، وبالشهادة الصريحة، وبالشهادة المتوارية.
7- التنسيق مع الجهات الأمنية الرسمية في الحكومتين المركز والإقليم لحماية الشهود من الملاحقات والحفاظ على حياتهم، بواسطة رئيس وحدة حماية الشهود التابع للفريق.
8- اعتمد الفريق على الأطر الدولية, والقانونية المحلية, في كسب الشهود، وحفظ الأدلة المقدمة من قبلهم.
9- عمل الفريق على إجراء تقييم أولي لمواقع، ومجتمعات الضحايا، في مواطن الجريمة، وخيم النازحين منهم، وأماكن سكنى بعضهم من الفارين خارج المدن والقرى.
10- بعد هذا التقييم عمد الفريق إلى اتباع آلية سرية في حفظ الشهادات، وتلقى بعضها، عبر خلق قناعات بحيادية الفريق، واستقلاليته، وقدرته في توفير الحماية للشهود وتقديم المساعدة الصحية في تقديم الشهادة.
كل هذه الاستعدادات التنظيمية والمنهجية, والآليات ، ساعدت الفريق على أجراء سلسلة من المقابلات الأولية, كانت في شهر آيار/ مايو ٢٠١٩م , سعيا للحصول على مزيد من الدلائل، وتنفيذاً لأولوياته، في البحث، والتقصي، وتفعيل لكل أنشطة الفريق التشغيلية.