سيادة الإرهاب أو وسادة الرُّهاب !
د. حسنين جابر الحلو
مركز دراسات الكوفة
منذ القرن الثامن عشر الميلادي ، بدأت الحياة تأخذ مسارات أخرى ، حتى تأخذ الطبيعة البشرية تشكلات أخرى، إذ أن اليعاقبة استخدموا “الرُهب” في هذا القرن ، بحيث شكلت سيادة الإرهاب حالة لسيادة الفضيلة المدنية وتعقبها للمحاولات المغايرة، لتقصي وتقتل وتبعد كل الحالات الأخرى.
والأخلال بقوانين الدولة كفيل بإحداث الإرهاب، وعكسه أن عهد الخوف والتهديد يسمى ” عهد الإرهاب ” .
وهذا تفعيل آخر لمستوى فهم الناس له ، قبالة الرّهاب وهو الخوف المتواصل ، أي أن هناك فوبيا متواصلة تحدد مسافة الرهبة من مسافة إلى ثانية بحسب توجهات أصحاب هذا التشكيل الرّهابي وتداعياته.
قطعا ، أنَّ الرهبنة أيضا تضع المختلف والمؤتلف سواسية ، حيث هي تريد جمهور فقط ، سواء أكان واعيا أو غير واعٍ ، المهم تريد مجموعة تكون كقطيع يسير خلفها ، بدأ ذلك في بعض المستقبلات الفكرية، سواء أكان في الحضارات القديمة أو في الثيوقراطيات الحاكمة والمحكمة، إلى يومنا هذا بإظهار داعش وغيرهم ، لصناعة إرهاب يتجاوز حدود الزمان والمكان، منفردا بتوضيح قيمة المعلن منه ، بالعداء والتهويل ، وإضافة قيمة الرهاب لتكون سمة دورية ، وكالمقولة الصينية :” اقتل واحدا ترعب مليون” ، وهو تأكيد واضح المعالم ، بأن قيمة الإرهاب فيما تؤسس من رهاب ، حتى تبقى صناعة الموت حاضرة ، وصناعة مقولة ” فرق تسد ” حاصلة .
بحيث أن كل واحد يريد أن يغير لابد له من توفير لإمكانية البقاء ، خوفا وتجهيلا ، وكلهم ينادون ” اشهدوا لي عند الأمير ” ، ليعلنوا الولاء من أجل البقاء , وكما يقول توماس جيفرسون:” من طبيعة الأشياء ، يجب على كل مجتمع في جميع الأوقات أن يمتلك في داخله السلطات السيادية للتشريع” .
حتى يغير أو يخدر ،بحسب الحاجة المجتمعية،وهي سيادة ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بحيث تزيد من عوامل التخدير و التهكير لتنفيذ قواطعها الآيدلوجية لحصر الرهاب بأيدي الأقلية الفارضة الحاكمة ، التي تزرع ما تريد وقت ما تريد من غير أن تغيّر من سياستها، بل تفرضها بالقوة وعلى كل المستويات.