banarlogo

العنف السياسي وإرهاب السلطة (3)

العنف السياسي وإرهاب السلطة (3)

تصفية المعارضين من داخل الحزب

م.م محمد جاسم الخزاعي / العتبة العلوية المقدسة

 

 

من بديهيات الحكم الدكتاتوري تصفية المعارضين , ولا سيما الذين يمارسون المعارضة على نظام الحكم أو أسلوبه أو ممارساته .

وشهدت فترة حكم حزب البعث في العراق العديد من الجرائم امتدت منذ تولي الحزب السلطة عام1968 ولغاية 2003 م.

 في تصفية المعارضين لحكمه , ولكن ما يميّز هذا الحزب أنه مارس العنف السياسي لا على المعارضين فحسب , بل على عوائلهم ومتعلقيهم بأسلوبٍ قمعيٍّ وحشيّ ينافي كل قوانين حقوق الإنسان , إذ سعى حزبُ البعث منذ تأسيسه وحتى استلامه الحكم في العراق إلى تصفية معارضيه ليبقى هو الحزب الوحيد في السّاحة السياسية العراقية والغريب أنه بدأ أولا بتصفية القيادات البعثية التي لا تؤمنُ بدكتاتورية صدام التكريتي .

ففي سعيه للقضاء على القيادة البعثية عمل حزب البعث ومنذ انقلابه في شهر تموز 1968 على حكم ( عبد الرحمن عارف ) الذي كان ضعيفاً في إدارته للدولة في الاستيلاء على السلطة باعتقال وقتل كل من يقف بوجهه أو يحاول الاطاحة بنظام حكمه فكانت كلُّ المخططات وعمليات التصفية تدار وبإشراف من نائب الرئيس وقتها  (صدام التكريتي) وقد تنوّعت أساليبُ التصفية ما بين الدهس بالسيارات أو الاغتيال بطرق مفتعلة, كما استخدم جهاز الحزب أسلوباً آخرَ في تصفية قياداته وهو تلويث سمعة أعضائه في الحزب من خلال بثّ دعايات مفبركة قد تكون أخلاقية أو غيرها كما أقدم الحزب وبقيادة بعض عناصره على عدة محاولات للقضاء على بعض القيادات العسكرية وتم تحويل قصر الرحاب بعد أن كان قصراً للأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق إلى معتقل بعد انقلاب البعث في 17/ تموز /1968 وتمَّ زج العديد من المعتقلين في هذا القصر مثل عبد الرحمن البزاز  و طاهر يحيى رئيس الوزراء السابق وفؤاد الركابي أول أمين سر حزب البعث في القيادة القطرية , واستمرت الاعتقالات والإعدامات حيث تم قتل مرتضى الحديثي عام 1980 ووزير الدفاع عدنان خير الله طلفاح في حادث تحطم طائرته في شهر آيار عام 1989.

وتصفية الحزب لبعض كوادره دليل على أنَّ هذا الحزب كان يؤمن بسحق الآخرين حتى من كان منتميا له ؛لأنَّه حزبٌ نابع من متبنيات عنفية , يتخذ  العنف أسلوباً للتعريف بنفسه وفرض سلطته على مفاصل الدولة ومؤسساتها.

يتبع…