التطرف الفكري والنهايات العصيبة .
د. حسنين جابر الحلو/ مركز دراسات الكوفة
النهايات من سنخ البدايات ، هكذا ظهر لنا ، وفهمناه ، ولكن ، هل هو هكذا دائما ؟ قطعا بحسب هذه البدايات ، مرة تكون إيجابية فعلية فتأخذ مجالاتها في هذه الإيجابية وتكمل حتى النهاية .
ومرة تكون بدايتها سلبية وتوهم الجمهور بأنها إيجابية، وقطعا سيكون هناك نوعان من الجمهور :
الأول: فاهم لما يجري ، ولن تنطلي عليه الحيلة .
والثاني : غير فاهم ، ويجبر نفسه على عدم الفهم ، على الرغم من وجود حالات توظف تكوينه من عدمه .
والتطرف له تلون ، حتى يحكم الجمهور من جهة ، ويوظف التقابيلة من جهة أخرى في مفاصل الحياة ،
وكما يقول ميلان كونديرا: “إن الشغف بالتطرف سواء في الفن أو في السياسة رغبة مقنعة في الموت” ، فهل يبقى الشغف حاكم أم حالم.
فالمتلقي حالة ، والمتطرف حالات ، واحدة منها ، أنه يزاود على تطرفه الفكري ، فيبين أحقيته الفكرية كأنها طبعة واحدة غير قابلة للتصحيح ، وهذا الأمر جعلنا بين دفتين ، دفة الحكم , ودفة الحلم ، فدفة الحكم يراد منها إيصال الفكرة بتطرفها إلى المتلقي بالمساعدة ، مثل المطبوعات والإعلانات، والشاشات التلفزيونية ، والإذاعات وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة ، وأما دفة الحلم فالمتطرف واهم بأن له المكانة على تغيير العالم ، وهو لا يعلم بوقوعه بالفخ ، قد يقول قائل بعضهم يعلم ولكن يتغافل لفائدة ، وكلا الأمرين في محط واحد لا محالة يخص هذا الأمر أو ذاك ، بحيث يجعل الأمور تعالج الأمور ، بتوظيف وتصحيح ، وقد تكون بتلميح بحسب الحاجة الفعلية لتواجدها مع الجمهور من عدمه ، وهنا يأتي الأمر بأن كل مفصلية فكرية هي ليست حكر على جماعة ، ولكنها متلازمة مع الجماعة، فأصبحت مرض أو أكثر من ذلك ، فهنا وجب التنبه للبدايات ، حيث يمكن الهروب أو الأبعاد، لأنَّ نهايات التطرف محكومة بالتفرد الذي لا مفر منه ، بعّده حالات لجذب الأكثر بالأقل ، كالسفسطائين يضعون الكلام في خانة الكلام ، لا يجيدون الأدلة العقلية في بيان صواب فكرهم من عدمه ، ودائما أفكارهم محكومة بزمكانية معينة ، بحيث تجعل البناء عمودي حتى تتسع رقعة تواجدهم نظرا لا فعلا ، والناس عليها بالظاهر كما يقولون ، ليبقى في المخيلة سواء بإنتاج أو غيره ، المهم هو نهاية تبقى أو لا ، بحسب الحالة.