ataba_head

ذريعة التطرف في عالم مابعد الحداثة .

ذريعة التطرف في عالم مابعد الحداثة .
د. حسنين جابر الحلو.

حالة التطرف من الحالات الشاذة في مجتمعاتنا؛ لأنها تؤسس إلى قول الأقلية أو الأغلبية بحسب مبتنياتهم الفكرية والدينية ، وهو الشطط الحاصل أو الغلو المفتعل ، أو الاندفاع غير المألوف لتعجيل فكرة يراد من خلالها تجنيد كل الأفكار لفكرة واحدة أو ايدلوجية واحدة فقط لا غير.
فلو أتينا إلى مفردة التطرف الديني في وقتنا المعاصر ، لوجدنا انه ليس عقليا تطبيقيا ، بل هي حالات وجدانية ذاتية تركيبية، تجدها عند بعض الأفراد ومن ثم تنتظم بجماعة ، وهي لا تخص دينا بعينه ، ممكن ان تكون في ديننا ومذهبنا من حيث نشعر أو لا نشعر ، هنا بحاجة إلى أن يفرز الجمهور الحالة ويعلم مايعلمه الآخر في بناءات وتوجهات مختلفة .
واما التطرف السياسي ، نلحظ اختلافه واتفاقه أيضا، فنجد حالات التبعية وهي على نوعين :
– دائمة حسب المصلحة الخاصة ، التي يحصدها الفرد نتيجة ولائه واتصالها بالعقيدة أو الأعراف .
– غير دائمة : وهي مصلحية وقتية ، قد ترى الشخص اليوم مع السياسي الفلاني ، وبعدها مع غيره ، وهكذا …..
وهنا في التطرف السياسي تجده دائما سهل الإقناع وموتور ، بحيث تستطيع كلمة واحدة أن تقلبه وتقنعه وتثيره ، مما يحصد الصدام الدائم والمستمر ، على حين تجد السياسي هو المستفيد الوحيد دون غيره .
وأما التطرف الفكري ، فيأخذ مجالات أخرى ؛ لأن الفرد تعرض عليه أفكار وأحداث ، فكيف يختار ما يحسن إليه من دونه ، هل هي جلسة اختيار للأفضل من الافكار ، أم تغيير حال ! قد يكون المتطرف في هذا الجانب موهوما بسبب حالة التقديس للفكرة، ولكن ، عليه الحذر من الوقوع في هذه المصيدة ، التي جذبت الكثيرين كالقاعدة وداعش ، وحتى عندنا عند أتباع بعض المفردات الفكرية التي أذهبتهم إلى حيث لا رجعة .
في بعض الدول ولا سيما الضعيفة ، تجد هذه الحالات لعله في كل بيت ، بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي مما يسبب الضياع الدائم في حلقات الحياة ، من غير أن يكون هناك رادع ، وإن وجد صار العداء .
في مجتمع مابعد الحداثة ، أصبحت الكلاسيكية من المنبوذات ، فدخل التطرف إلى أبعد توجهاته ، لاسيما في العراق ، من خلال الإخلال بالوضع العام، وخرق القوانين ، وتغييب الأنموذج، جعلت المجتمع في تراجع بسبب هذا الإرهاب.
علينا أن نوصل أصواتنا إلى صوت العقل ، ونترك بقية الأصوات النشاز التي تنادي بفكر واحد وعمل واحد ورجل واحد .