ataba_head

فتوى الجهاد الكفائي واستراتيجية الرؤية والإمكانات

فتوى الجهاد الكفائي وإستراتيجية الرؤية والإمكانات

الدكتور أحمد الجراح

مؤسسة الشهداء

لا يخفى على المهتمين بأن العراق شهد انعطافات كبيرة ومتغيرات متسارعة وحساسة في تاريخ البلدان الحديث ومنها بإيجاز الحركات الإرهابية التي تمتعت بالأيدلوجية الدينية والتي فتكت بالعراقيين على وجه خاص بتنفيذ العمليات الارهابية وبوسائل القتل المتنوعة، ومما جرى وبشكل فاضح عام 2014م، وبروز عصابات داعش الارهابية لتعلن عن دولتها ورؤيتها، واستغلالها الانفلات الامني وتدهور الاوضاع في العراق وسوريا أيضا لتسيطر على عدد من المدن وتبدأ ببث المضامين الوحشية واستخدام ابرز وسائل القتل والترويع.. مما جعل العالم يترقب بحذر المجريات اليومية والنتائج..

من هنا جاءت الفتوى لمرجعية النجف الأشرف العليا متمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني “دام ظله الوراف”، ومن منبر الجمعة في كربلاء المقدسة تتلى الكلمات التي تضمنت وبشكل صريح الوصف لهذه العصابات بالإرهابيين لتفرغ هذا التنظيم من أي محتوى ديني وأعطاء الصورة الواضحة للعالم عن طبيعة الدور الذي يمارسه كإرهاب يستهدف ابناء البلد ومقدساته.. وحث قيادات البلد والقوات الـمنية والمجتمع إلى الثبات والتطوع للتصدي إلى المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه, وتوصيف دفاعهم هذا بالمقدس، ومن هذه الكلمات تتضح معالم الفتوى الرئيسية إيضاح أهداف الإرهاب والحث على الصمود والتصدي بقوة للحفاظ على حرمات العراق ووحدته وحفظ الأمن للمواطنين..

مع أن الإمكانات المتوفرة أنذاك لم تك بالمستوى المطلوب , والانكسار الأمني والاحباط الذي رافق ذلك ، لكن فؤجى الجميع بقوة وحزم الإرادة العراقية التي استجابت لنداء المرجعية الدينية لتخلق قاعدة الأمان المانع من تكرار العمليات الإرهابية وفشل تجربة الأرهاب في المنطقة بعد محاولته التمدد واقامة دولته ورفع الراية ، لكنها لم تبق إلى الاحلام حبيسة يومها ، ليكون الاقتدار بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشهداء في مسيرة التحرير وطرد الإرهاب وكسر شوكته ..

لم تكن الكلمات دافعاً للتحرير فحسب، بل مثلت رؤية النجف الأشرف في عمق واستراتيجية التفكير نحو مخرجات هذه الحركات الإرهابية ودوافع التأسيس، لتقطع النزاع بالموقف الحاسم ” المطلوب أن يحث الأبُ أبنه والأمُ ابنها , والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه” ليعلم منه دور المرجعية العليا والمواقف المتتالية التي أسهمت وبشكل واضح في رعاية السلام وحماية وحدة أبناء العراق، وعنوان صمام الأمان للبلد أمام التحديات التي عصفت به..