ataba_head

خطاب الكراهية العتبة الأولى للتطرف وتمثلاته

خطاب الكراهية العتبة الأولى للتطرف وتمثلاته

الأستاذ المساعد الدكتور رائد عبيس

جامعة الكوفة

تنطوي أشكالُ خطابِ الكراهية على آثار خطيرةٍ في المجتمعات، يبقى منها ما هو متوارث بين أجيال، وقوميات، ومذاهب، ومجاميع، وعشائر، وأفراد , ويتكون هذا الخطاب عبر رواسب ذاتية محملة بمعاني الازدراء، والاشمئزاز، واللوم، والشتم، والمقاطعة، واللعن، والاستياء.

 هذه المفردات هي مكونات أساسية لمشاعر الكراهية وخطابها   في كثير من الأحيان لا يمكننا أن نخفي تلك المشاعر بحق الآخر، الفرد أو الجماعة ؛لأنَّ الطبيعةَ البشرية مفطورة على الحب والكره، تحبُّ شيئاً، وتكره شيئاً آخر، أما سؤال لماذا نحب؟ ولماذا نكره؟ هذا سؤال أخلاقي بوجه خاص، وذاتي، يحتاج قرار العقل، وفاعلية المشاعر، اتجاهه.

إذن أين تكمنُ خطورة كلّ معاني الكراهية اتجاه الآخر؟

لا يمكن لأحد أن يحاكمَ مشاعرك الكامنة في الحب والكراهية، ولكن نتحاكم بالقانون، والعرف، والمجتمع، حينما تتحول تلك المشاعر إلى خطاب عام ، و تسخّر له كل الأدوات المعلنة لتلك الكراهية، والجهة المكروهة، مثل: وسائل الإعلام، وتطبيقات التواصل الاجتماعي، والعوالم السيبرانية المختلفة، ومحطات التلفاز، والإذاعات وغيرها.

 وهنا تدخل القصدية والغرضية من وراء ذلك، فيتحول الكره من شعور، إلى سلوك، ومن ثم إلى منهج، وسياسة، وإيديولوجيا، وقناعات تتوارثها الأجيال، ويحاكم أحدهما الآخر بها , مع ذلك يتضح الخطاب الكاره ، ويفرز، ويعلن، ويتخذ طريقة نيل، وتسقيط، وعزلة، وتصفية، وسجن، واعتقال، وقتل، وإبادة، فعندما يتحول الكره إلى خطاب، يكون قد دخل مرحلة التطرف، ويتدرج ذلك حتى يكون قاتلاً وعنيفًا.

قد نلحظ ذلك في صورة، وفيديو، وملصق، وشيفرة، ونص، وقول، وإيماء، وتعبير مباشر، أو غير مباشر،

بين إفصاح، أو إضمار، أو كواليس، أو محركات خفية، أو قصدية تدميرية، أو رؤوس أموال، ومنظمات ذات شؤون ومهام متعددة.

لمواجهة خطاب الكراهية، وأبعاده المتطرفة العنيفة، علينا اتباع استراتيجيات تأسيسية، وطارئة، لاحتواء كل تمثلاته المدمرة، والحد منه، لأنَّ كثيرا من الأحداث التي وقعت في المجتمعات، سبقتها مشاعر غضب، وكراهية، سواء شعبية ، أو قومية، أو طائفة، أو دين، أو سياسية.

من هذه الاستراتيجيات الآتي :

  1. مراقبة السلوك الشعبي الكاره لوضع ما، أيّا كانت صفته.
  2. إشاعة ثقافة الحب، والسلام، وتشجيع المبادرات في هذا الاتجاه بين أبناء المجتمع.
  3. معالجة المخلفات، وتقليل مثيرات، مشاعر الكراهية بين فئات المجتمع، ولأي معيار وسبب كان.
  4. إشاعة وسائل تعليمية تعزز مكارم الأخلاق، تنبذ مشاعر الكراهية، وسلوكها المتطرف اتجاه الآخر.
  5. تفعيل القوانين الصارمة بحق سلوك الكراهية، وما يترتب عليها من إساءة اتجاه الآخرين.