ataba_head

مناهضة التطرف السياسي والتطرف  العنيف

 

مناهضة التطرف السياسي والتطرف  العنيف

الدكتور فاضل الغراوي

عضو مفوضية حقوق الإنسان

 

ما هو تعريف التطرف السياسي؟

   التطرف هو تبني أو التمسك بأفكار أو أيديولوجيات أو أفكار سياسية أو معتقدات متشددة.

 و إنَّ تعبير التطرف السياسي يُستعمل لوصف أفكار أو أعمال غير مبرّرة، فمن ناحية الأفكار، يستعمل لوصف الأيديولوجيا السياسية التي تعدّ بعيدةً عن التوجه السياسيّ للمجتمع. ومن ناحية الأعمال، يستعمل لوصف المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو اجتماعية.

 وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف, ومصطلح التطرّف يُطلق دائمًا من الآخرين، بدلًا من وصف شخص أو مجموعة أنفسَهم بذلك، فلا توجد طائفة أو حزب سياسيّ يدعو نفسه بمتطرّف يميني أو متطرّف يساري, وتصنيف شخص أو مجموعة أو عمل كمتطرّف سياسي حاليا، في أغلب الأحيان يعتبر تقنية لتحقيق هدف سياسي.

 

أسباب التطرف؟

  التطرفُ يكون موجودًا في المجال السياسي، فقد يكون رجل السياسة متسلطا لا يقبل الحوار أو الرأي الآخر، أو ترفض جماعة سياسية أو حزب سياسي الحوار مع مخالفيها، وتتمسك بفكرة أو مجموعة أفكار صماء أو جامدة ويرتبط التطرف هنا بمحاولة أقلية جامدة فكريا أن تفرضَ رؤيتها وأسلوبها في التفكير على الأغلبية وهذا التطرف يولد مشاعر متزايدة من الإحباط و الكبت السياسي وفقدان الثقة بين أطراف العملية السياسية .

  كيفية معالجة التطرف ؟

   إنَّ مكافحة التطرف العنيف لا تفي بالغرض – بل نحن بحاجة إلى درء هذا التطرف , إذ يتطلبُ الأمر منا تفعيل أوجه “القوة الناعمة” ليتسنى لنا درء التهديد الذي تسوقه التفسيرات المشوهة للثقافة والكراهية والجهل, لا أحد يولد متطرفاً يهوى العنف – فالمتطرفُ العنيف يُصنع ويُحقن بالنار, ويجب البدء بإزالة الطابع القائم على العنف والتهديد السياسي والحد من انتشار الفكر السياسي  المتشدد في إطار حقوق الإنسان وسيادة القانون، واعتماد لغة الحوار العابر لجميع الحدود بدلا من لغة الألغاء للاحزاب والقوى السياسية من خلال اعتماد منهج التطرف السياسي. وبث روح التسامح في المجتمع، وتعزيز مكانة حقوق الانسان كنموذج في التسامح، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة.