ataba_head

الإرهاب النسوي، الفعل الأشد قسوة للتطرف (الحلقة٤)

الإرهاب النسوي، الفعل الأشد قسوة للتطرف (الحلقة٤)

الأستاذ المساعد الدكتور رائد عبيس

جامعة الكوفة

 

سلوك العنف البشري لا يمكن أن يخصَّ جنساً دون آخر، بل هو فعل يصدر من كلا الجنسين، الرجل والمرأة ، صحيح أن حادثة القتل الأولى في البشرية كانت بين رجلين، ولكن هذا لا يعني أنَّ مصدرَ الشر وعنفه وإرهابه كان ذكوريا ، على الرغم من أنَّ فعل القسوة والخشونة والغلظة، والعدائية تغلب الرجل في العادة أكثر من النساء، بكون المرأة جنس ضعيف، يميل للحنان والحب، وقد يقترن بها الخوف بشكل كبير.

ولكن مع ذلك تبقى هناك تجارب إرهابية قامت بها النساء، بشكل منظم أو منفرد، وقد يكون ذلك نتيجة عوامل فطرية شاذة أو عقائدية أو سياسية.

تطور ذلك وبشكل معاصر، مع تجربة التجنيد النسوي في الجيوش و في المؤسسات الأمنية، وهذه تجارب قد طبقتها كثير من البلدان في العالم، وهذه التجربة نقلت المرأة من حضن الأبناء ومن المطبخ ومن البيت إلى المواجهة الميدانية مع الحروب وقتال الشوارع والثكنات ونقاط التفتيش والمداهمات والملاحقات الأمنية.

مثل هذه التجارب إضافة للمرأة صفات جديدة قد اقترنت بها مع الرجل، أو تطورت عليه بها، وهذا جزء من وجود المرأة في التنظيم المؤسساتي لهذه المهام، وقد تكون كذلك وهي تعمل لصالح مافيات وعصابات الجريمة المنظمة وعمليات السطو وغيرها.

وهذا يعد تحولاً آخر في السلوك النسوي مع العنف وإرهابه، تُدرب به النساء على القسوة والقتل والإرهاب بكل أشكاله لصالح أهداف شريرة،و تظهر فكر وفطرة الانحراف، صوب هذه الأفعال عند المرأة.

وقد يحد القانون من السلوك النسوي المتطرف عبر السجن أو القتل أو إعادة التأهيل، وهنا تشترك مع الرجل في طبيعة التعامل مع إرهابه.

وما وجود سجون النساء، إلا دليل على صفة المشاركة في أسبابه مع الرجال.

وهنا نذكر مثال عن ذلك نساء القاعدة وداعش اللاتي مارسن أفعالا إرهابية لا تقل خطورة عن تلك التي مارسها الرجال، وإن كانت أقل منه فالاستعداد النوعي للفعل هو ما يقوي عمقه في قناعة فاعله.

استخدمن النساء في الإرهاب الداعشي  بطريقة طوعية وإكراهاً، وما نريد أن نسلط الضوء عليه هو الإرهاب الطوعي الذي أقدمن عليه بكل عقيدة وقناعة وإيمان، واستخدمن لتحقيقه كلَّ وسيلة متاحة، من تفجير أجسادهن إلى تحشيد الإرهابيين من الرجال، والمشاركة في القتل، والمساعدة عليه والتعليم له والتربية عليه.

ومازالت أمثال هذه النسوة، تقبع في معسكرات ومخيمات وبيوت الإيواء، بكل إصرار على الإرهاب ودعمه.

ذكرت اعترافات القتلة من عناصر داعش، بأن (السيدة) ويقصدون بها (حلا صدام حسين )، كانت تدير عمليات إرهابية قاتلة وبأبشع قسوة كان أكبرها مجزرة سبايكر.

وكانت بعض النساء من تلك المناطق التي احتضنت داعش قد قامت بنفس الفعل الإرهابي ضد عناصر قوات الأمن والمتطوعين من أبناء الجنوب أو من المتعاونين مع القوات الأمنية من مختلف الطوائف الأخرى والأقليات.

فقد كان للحقد الطائفي، والانتماء البرغماتي لداعش، والاعتقاد بدولة الخلافة والحقد السياسي، والنخوة العشائرية العمياء أثر كبير في خلق القسوة النسوية اتجاه الآخرين من الرجال والنساء على السواء، فتبلور على أساسه إرهاب نسوي سلب منها صفة الأنوثة والريحانة.