banarlogo

اكتشافُ المقابرِ الجماعيّة في العراق صرخة ضحايا تطالب بتقديم مجرمي حزب البعث البائد إلى العدالة.

اكتشافُ المقابرِ الجماعيّة في العراق

صرخة ضحايا تطالب بتقديم مجرمي حزب البعث البائد إلى العدالة

د. عباس القريشي

 

اتفقت الأعرافُ الدّولية على وجودِ مجموعةٍ من الحقوق لجميعِ البشر على اختلاف أعراقهم ، ومعتقداتهم كحقّ الحياة؛ فلا يحقُّ لأيِّ مخلوقٍ سلب أي إنسان ذلك الحق ما لم يرتكب جنايةً تساوق حقه ، وعلى الرغم من ذلك حينما نتصفحُ التأريخَ وننظر إلى ما يحدث في العالم من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادات جماعية وجرائم حرب تجعلنا على يقين من عدم فاعلية القائمين على حماية تلك الحقوق وتقصيرهم في أداء واجبهم الإنساني ؛ فمثلا في عراقنا الجريح ارتكب حزب البعث البائد عدداً كبيراً من الجرائم الذي انتهت سطوته الإجرامية بما يقرب من (18 عاماً) وما زالت جرائمه تُكتشف بين الفينة والأُخرى فقبل أيام قلائل(4-4-2022) تمُّ العثور على مقبرةٍ جماعيةٍ -المقبرة الجماعية هي قبرٌ واحد أو حفرة أو سرداب يحتوي على ثلاث جثث بشريّة أو أكثر_

 

وقد دُفنوا بعد أن تم إعدامهم، وتكون هويتهم معروفة أو غير معروفة- في محافظة النجف الأشرف تضمُّ عدداً كبيراً من الضحايا العراقيين في أرض كانت قاحلة إبّان فترة حكم حزب البعث واليوم بعدما وصلها الإعمار , إذ اكتشفها عمالُ البناء في أحد المجمعات السكنية في المحافظة.

 

وقد سبقها بأشهر قلائل اكتشاف مقبرة في محافظة ذي قار بمنطقة “سيد ذهب”  في أحد المجمعات السكنية أيضاً!

وسيبقى في العراق شعبٌ كبيرٌ تحت تراب الصحاري فضحايا النظام البعثي أعدادهم تخطّت الملايين وإلى الآن هناك مئات الآلاف من المفقودين في سجون البعثيين لم يعرف لهم مصير ، إضافة إلى المقابر الجماعية المكتشفة التي لم يتم فتحها إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من فداحة الأمر لم نسمع إدانة دولية بل حتى منظمات حقوق الإنسان صامتة في الوقت الذي تزعم أنّها في مقام الدفاع عن الإنسان وحقوقه! ولا أدري ما سبب ذلك الصمت عن تلك الجرائم البشعة.

فيا ترى هل سبب الصمت هو الدعم الدولي السابق لذلك النظام الفاشي؟ أو كون الضحايا من المسلمين الشيعة والأكراد؟!.

ولا يعد إعدام صدام حسين مبرراً للكفّ عن معاقبة باقي مجرمي حزب البعث ممن شاركوا في تلك الجرائم ، والاكتشاف المستمر للمقابر الجماعية التي ارتكبها النظامُ البعثيُّ يحثُّ الجهات المعنية بفتح التحقيق وملاحقة المجرمين فأكثرهم ما زالوا يتنعمون بالحرية من دون أخذ جزاءهم واكتشاف الجرائم بعد سنوات لا يكون مسوغا للصمت القانوني فالجرائم لا تسقط بالتقادم.

ومن هنا ندعو مؤسسة الشهداء والجهات المعنية إلى القيام بواجبها الوطني والقانوني في التحقيق الدقيق ومعرفة تفاصيل الجريمة والكشف عن ملابساتها وبيان مرتكبيها وملاحقتهم وانصاف الضحايا من خلال تقديم الجناة إلى العدالة.

كما ندعوهم لفتح باقي المقابر الجماعية التي ارتكبها النظام البعثي البائد التي مضى على اكتشافها أكثر من عقد ونصف العقد ، وانشغال المؤسسة بالمقابر التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية والجماعات المتطرّفة لا يعد مبرراً فجميع الضحايا من أبناء العراق بل تقديم فتح المقابر الجماعية العائدة لحزب البعث أهم, بسبب قدم ارتكابها الذي قد يؤدي إلى إندراسها، إضافةً إلى أنَّ الـتأخيرَ قد يؤدي إلى صعوبة تحديد هوية الضحايا بسبب موت ذويه فلا يمكن إجراء فحص الحمض النووي.

وستبقى المقابر الجماعية من أقوى أدلة الإدانة للنظام الدكتاتوري البعثي التي من الممكن أن تضعَ حزب البعث ورجالاته على اللائحة الدولية للمنظمات الإرهابية في العالم.