ataba_head

الذكرى السنوية الرابعة والثلاثون لجريمة حملة الأنفال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشيخ الدكتور

هيوا طاهر عباس

 

 

نستذكرُ هذه الأيام الذّكرى (الرابعة والثلاثون) للإبادةِ الجماعيّة (الأنفال) في كثيرٍ من مدنِ الإقليم والعراق، والتي نفّذها النّظامُ البعثيُّ بسياسةٍ شوفينيةٍ بهدفِ محو الهوية وتقويض إرادة الشّعب الكوردي.

تعدُّ عملياتُ الأنفال الّتي نفّذها النّظامُ البعثي ضدّ المواطنين الكورد عام 1988م أبشع أنواعِ الجرائِمِ الّتي اُقترِفت ضدّ شعب كوردستان ، وقد كانت عبارة عن ثمانية مراحل عسكرية شاركت فيها قواتُ الجيش الصدامي والقوى النظامية أثناء حكم صدام حسين وبصورةٍ مباشرةٍ، منها (الفيلق الأول الذي كان مقره في كركوك، والفيلق الخامس الذي كان مقره في أربيل)، والقوة الجوية، والقوات الخاصة، والحرس الجمهوري، وقوات المغاوير، ودوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية ،و أقسام الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية، بالإضافة إلى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه العمليات.

وتكوَّنت مراحلُ حملات الأنفال من:

– الأنفال الأولى: منطقة السليمانية، محاصرة منطقة (سركه لو) في 23 شباط لغاية 19 مارس/1988.

– الأنفال الثانية: منطقة قرداغ، بازيان ودربنديخان في 22 مارس لغاية 1 نيسان.

– الأنفال الثالثة: منطقة كرميان، كلار، باونور، كفري، دووز، سنكاو، قادر كرم، في 20 نيسان من العالم نفسه.

– الأنفال الرابعة: في حدود سهل (زيي بجوك) أي بمعنى منطقة كويه وطق طق وآغجلر وناوشوان، في 3 مايس الى 8 مايس.

– الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة: محيط شقلاوة وراوندز في 15 مايس ولغاية 26 آب.

– الأنفال الثامنة: المرحلة الأخيرة، منطقة بادينان، آميدي، آكري، زاخو، شيخان، دهوك، في 25 آب ولغاية 6 أيلول من العام نفسه.

إلا أن إحياء هذه الذكرى الأليمة لهذه السّنة كانت مميزة عن غيرِها مع السنين الماضية حيث انطلقت قوافلُ من ذوي ضحايا الأنفال  من طوز خورماتوو وكفري وكلار وكركوك إلى الجنوب حيث سجن “نكرة السلمان” في السماوة الذي ضمَّ أكبرَ عددٍ من سجناء الأنفال وتمَّت إبادتُهم وقتلُهم ودفنُهم وهم أحياء في مقابرَ جماعيةٍ قريبةٍ من سجن “نكرة السلمان” وبحضور مجموعة من أهالي وذوي الضحايا الذين كانوا مقيدين في هذا السجن وتم اطلاق سراحهم في ذلك الوقت , ولما تقربوا من قلعة السجن بدأوا بالبكاء والصراخ مستذكرين أحباباً لهم من الأب والأخ والأقارب فقدوهم وغابوا عنهم ولم يعثروا على قبورهم.

وقد شاركَ المئاتُ من أهالي مدن إقليم كوردستان في السماوة ، في إحياء هذه الذكرى وبحضور ممثلي الأحزاب الكوردستانية ونواب البرلمان والكثير من الشخصيات مع تقديم الكثير من الفعاليات الخاصة بهذه المناسبة.

وهنا الحديثُ عن الأنفال هو حديثٌ عن حملةِ قتلٍ جماعيٍّ وابادة منظمة وفقاً لجميع المقاييس، وهذا يعني أن الأنفالَ كانت الخطوة الأُولى لإبادة المجتمع الكوردستاني. وتدمير القرى في كوردستان، واستراتيجية حملات الأنفال كانت تدمير جميع القدرات الدفاعية التي يتمتع بها المجتمع الكوردستاني.

وجرائم الأنفال التي تسبَّبت في استشهاد (182000) ألف إنسان كوردي، بدأت بعمليات عسكرية، والمناطق التي نفذت فيها الجرائم كما ذكرنا انقسمت على ثمانية مراحل، المرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية 22/2/1988، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6/9/1988، استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.

 

والأنفال ووفقاً للمقاييس الدولية للجرائم تدخلُ في إطار جرائم genocide)) (الإبادة الجماعية) ، وهذه الحقيقة تمت الإشارة إليها بوضوح في تقرير المنظمات الدولية لمراقبة حقوق الإنسان، وتحرك ملف الأنفال في المحكمة الجنائية العراقية العليا، وفي يوم 21/8/2006 أُلقيت أول مرافعة عن الأنفال في بغداد ، وقد أصدرت المحكمةُ قرارَاها الحاسم حول ملف الأنفال، وتم وفقاً لذلك تعريف جرائم الأنفال بجرائم الإبادة الجماعية (genocide)

المجد والخلود لأرواح ضحايا الإبادة الجماعية وجميع شهداء كوردستان.