ataba_head

الشباب بين (أدوات التطرف العنيف ومقاومته)

من أجل توظيف عقلاني لطاقاتهم

الأستاذ المساعد الدكتور رائد عبيس

الشّبابُ هو عمرٌ يكون بين مرحلتين، مرحلة الفطرة والنّشأة، ومرحلة التّطلع وحسابات المستقبل , ما يكمن في هذه البينية هو الوعي والوعي الخلّاق الذي يمنحُ فرصةَ أحداث التّغيير المناسب، والمقبول، والعقلاني, حتى يتحول من تجربةٍ شابّة فردية إلى تجربةٍ شبابيةٍ جمعية تخطُّ مرحلةً جديدةً في مستقبلِ الشبابِ ورؤيتِهم في اغتنام الفرص.

التحدي الوجودي لأهميّة هذه المرحلة ، لا يأتي بعنفوان المراهقة العبثية المستندة إلى ذاكرةِ النشأة السلبية ومخيلاتها المحدودة  في استنزافِ الطّاقاتِ وموتِها ؛ بل يجبُ أن تستندَ إلى تخطيطٍ عام ، في توظيفِ طاقةِ الشّبابِ مجتمعياً ، وحكومياً ، نمكّن لهم فرصة التفكير السليم ، والعيش المسالم، وتوسيع مدارك استثمار الطّاقات عبر أنشطةِ الحياةِ ومتطلباتِها.

المهمة الأكبر لهذه الفئة ، هو كيف نمتصُّ منهم الذاكرةَ المشحونةَ بالعنف وتحويلِها إلى طاقة إيجابية؟

ابتداءً من العنفِ المنزلي ، وعنف المدارس، وعنف الشارع، إلى عنف السياسة، وعنف الجماعات الدّينية المتطرفة , فكلُّ بيئةٍ ومرحلةٍ عمرية يمرُّ بها الشبابُ يجدون فيه عنفاً وعنفاً فيه مبالغة بأيِّ صفةٍ يحملها سوف تنعكسُ على قدراتِهم في مواجهتِهِ، أو الاستجابة له ومستويات هذه الاستجابة , وقد يجدوا أنَّ أدوات التّطرُّف متاحةٌ ومعمول بها ، بل ومبررة في سلوكنا العام والشخصي , والأخطر من ذلك أنهم فيه أدوات شعروا بذلك أم لم يشعروا ؛ لأنَّ الشبابَ وهذا التوصيف وحده يكون عامل استثمار متعدد الأوجه لمن يستهدفهم شراً أو خيراً , وهذا يتطلب منهم وعياً خاصا، وتوفير وعي عام ينقذهم من مشاريع العبث بطاقاتهم , فالتوعيةُ الخاصة هي مسؤولية الشباب أنفسهم اتجاه هويتهم الذاتية ، وعوائلهم ومجتمعهم , والتوعية العقلانية التي تخاطبُ وسطية القيم في مخابئ نفوسِهم تسهمُ بشكلٍ أو بآخرَ في توقفِ الدوافعِ العنفية لدى الشباب.

فالهدف من الوعي هو منع أن يكونَ الشبابُ أدوات بيد عابثة ، بل يجبُ أن نحرصَ على أن يكونوا أدوات للعقلانية الواقعية ، اتجاه ما يضادها من سلوك الإزاحة عن الوسطية.

نعتقد  وما يناسب ثقافة المجتمع العراقي في توظيف طاقة الشباب بالشكل المقبول هو الآتي :

١_ كسر قيود النمطية في علاقة الشباب مع محيطهم الاجتماعي القائم على الاتكالية.

٢_ تنمية قدرات القيادة لديهم في المؤسسات التعليمية وهذا ما يجب أن يكون أسلوباً منهجياً وتربوياً متبعاً.

٣_ توسيع من دوائر الحوار مع الشباب في الفضاء الوطني العام والحكومي وتبويب طاقتهم.

٤_ دراسة آثار العنف الاجتماعي ، ومنعه من التحول الراديكالي بصفات شتى في سلوك الشباب.

٥_ التعايش مع المؤسسات التعليمية، وتغير نمط العلاقة بينها وبين الشباب عبر برامج متعددة تكون جاذبة ومدعومة.

٦_ تعزيز الهوية الذاتية بالهوية الوطنية وبالعكس، ليكونوا واقعيين أكثر ومعتدلين في انتماءاتهم الفرعية.