د. ثائر غالب الخيكاني
مثل عام 2017 نقطة تحول في مسار الإرهاب في العراق، ولاسيما بعد إعلان النصر على كيان داعش الإرهابي بتاريخ 10 تموز عام 2017، وتحرير جميع الأرض المغتصبة التي خضعت لسيطرة داعش منذ عام 2014 في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وبعض المدن في ديالى وكركوك، إذ بدأت الحوادث الإرهابية بالانخفاض بشكل واضح مع استعادة القوات الأمنية السيطرة على أغلب المدن، وعلى الرغم من ذلك استمر الإرهاب مع بعض التغير في الأنماط والسلوك عن السنوات السابقة؛ بما فرضته الأحداث الزمانية والمكانية على أرض الواقع.
ومن أهم الجرائم الإرهابية التي ارتكبها داعش في عام 2017 ما يأتي:
-
2 كانون الثاني انفجار سيارة مفخخة في ساحة (55) ضمن مدينة الصدر استهدف التفجير تجمعاً للعمال أسفر عن استشهاد (39) شخصاً، وإصابة (61) آخرين.
-
5 كانون الثاني انفجرت سيارة مفخخة في حي العبيدي شرقي محافظة بغداد أسفر عن مقتل (5) أشخاص، وإصابة (7) آخرين.
-
8 كانون الثاني انفجار سيارتين مفخختين الأولى في سوق بيع الخضروات في حي جميلة أدى إلى مقتل (13) شخصاً، وفجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه في سوق حي البلديات أدى إلى مقتل (7) أشخاص
-
21 شباط إعدام الشهيد الملازم أول (بكر عباس الدراجي) المنسوب إلى قوات حرس الحدود بطريقة الذبح بعد خطفه في وقت سابق في محافظة الأنبار مع اثنين من زملائه، وبث شريط مصور لتلك العملية الإرهابية.
-
4 نيسان هاجم (7) إرهابيينمراكز للقوات أمنية ونقاط تفتيش في مدينة تكريت، أسفر الهجوم عن استشهاد حوالي (31) شخصاً، بينهم (14) شرطياً، وإصابة (40) آخرين.
-
9 حزيران كذلك استهدف تفجير انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً مدخل السوق الكبير في مدينةالمسيب أدى إلى استشهاد (30) شخصاً، وإصابة أكثر من (44) آخرين.
-
21 حزيران تفجير منارة الحدباء مع اشتداد المعارك في مدينة الموصل القديمة، وبعد اقتراب القوات الأمنية من جامع النوري الكبير أقدم كيان داعش الإرهابي على تفجير الجامع ومنارته الحدباء التي تعد رمزا مهما من رموز الموصل.
-
14 أيلول اقتحام مطعم على الطريق السريع الرابط بمحافظة البصرة بالقرب من محافظة ذي قار أسفر عن استشهاد (84) شخصاً، وإصابة (93) آخرين.
فضلاً عن تدمير مواقع عدة ومنحوتات أثرية في متحف الموصل تعود لعصور قديمة، ومنها مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو مثل مدينة الحضر وآشور .
إذ بلغ عدد الحوادث الإرهابية لهذا العام (2466) عملية، تباينت في توزيعها الجغرافي بحسب المحافظات وبالشكل الآتي: (ميسان، النجف، واسط، المثنى، القادسية، كربلاء، أربيل، دهوك، السليمانية، ذي قار، البصرة، بابل، كركوك، صلاح الدين، ديالى، الأنبار، بغداد، نينوى) بعدد عمليات إرهابية بلغت في كل منها: (1 ، 1 ،1 ،2 ،3 ،5 ،6 ،7 ،8 ،8 ،26 ،81 ،187، 302 ،379 ،359 ،402، 691) على التوالي لكل منها، أدت هذه الحوادث إلى استشهاد أكثر من (6476) مواطناً وجرح (4916) آخرين.
أبرز خصائص الأحداث الإرهابية لعام 2017 ما يأتي:
-
التحوّل من السيطرة الجغرافية إلى حرب العصابات؛ نتيجة لفقدان الموارد وخطوط الإمداد ومراكز القيادة، بعد انهيار الدولة المزعومة لداعش، وفقدانه المدن الكبرى: (الموصل، تلعفر، الحويجة، القائم)، وانتقل التنظيم إلى نموذج حرب العصابات القائم على الخلايا الصغيرة المتكونة بين (3–7 عناصر) التي تعمل بشكل مستقل، والاعتماد على الحاضنة الطبيعية في المناطق الوعرة مثل: (تلال حمرين، وادي زغيتون، وبعض مناطق صحراء الأنبار الغربية والحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين).
-
تنفيذ عمليات سريعة دون التمكن من السيطرة على الأرض والصمود في الاشتباكات الطويلة من خلال تحريك مجموعات منفصلة لمنع القوات الأمنية من رصد كيفية تنقلهم من مكان إلى آخر.
-
الاستهداف المتعمد للمدنيين والأسواق والتجمعات؛ إذ سعى داعش إلى تعويض خسائره العسكرية والإظهار بأنه ما زال قادراً على الإيذاء بواسطة توجيه التفجيرات إلى الأسواق الشعبية كما حصل في مدينة المسيب، وتجمعات العمال في مدينة الصدر وغيرها.
-
شهد عام 2017 هجمات ذات بعد رمزي، إذ ركّز داعش على تفجير منارة الحدباء وجامع النوري الكبير، وظهر للعالم أن داعش مستعد لتدمير إرث حضاري عمره قرون لمنع القوات العراقية من تحريره.
-
تراجع القدرات اللوجستية بسبب الضغط العسكري والاستخباري؛ إذ فقد التنظيم ورش تصنيع العبوات والمتفجرات ومستودعات التخزين التي كانت منتشرة في الساحل الأيمن للموصل عندما كانت تحت سيطرتهم.
-
استمرار النشاط في المناطق الحدودية والصحراوية، على الرغم من تحرير المدن ظلت بعض المناطق الصحراوية معقلاً لخلايا داعش، ومنها صحراء الأنبار الغربية التي تمثل الممر اللوجستي بين العراق وسوريا؛ وذلك لصعوبة السيطرة عليها؛ بسبب طبيعتها الجغرافية؛ لكونها تحتوي على عشرات الوديان والكهوف التي تمثل ملاذات طبيعية.
-
تراجع العمليات الانغماسية الكبيرة التي كان التنظيم يعتمد عليها سابقاً (الهجمات متعددة المسلحين على الثكنات)؛ لأسباب منها مقتل المقاتلين ذوي الخبرة، وتفكيك غرف القيادة والسيطرة؛ فضلاً عن فشل التجنيد ومحدودية التمويل بعد خسارة رمزية الدولة.
-

