د. ثائر غالب الخيكاني
شهد هذا العام احتلال كيان داعش الإرهابي أو ما يعرف بـ “الدولة الإسلامية في العراق والشام” لمحافظات (نينوى، صلاح الدين، ديالى، كركوك)، قدرت بحوالي 40% من مساحة العراق خلال شهر حزيران من عام 2014، إذْ نفذت تلك العصابات منذُ سيطرتها على تلك المدن العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت كافة شرائح الشعب العراقي، لاسيما اتباع أهل البيت عليهم السلام والديانات الأخرى، فضلاً عن استهدافها آثار الحضارة العراقية وكذلك الرموز والمراقد الدينية المقدسة، وتهجير وسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة، وسببت في تدمير وقتل للمدنيين وعمليات التهجير القسري للأقليات الدينية، وقتل الصحفيين والإعلاميين وغيرهم، فضلاً عن قتل أفراد القوات الأمنية، مما يشكل انتهاكاً صارخاً على كافة مناحي الحياة، وخصوصية حقوق الإنسان، وهو ما يوضح مدى ارتفاع الخط البياني في مساحة القتل التي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى والأرامل والأيتام لعام 2014 ولاسيما خلال شهر حزيران.
إذ بلغت الحوادث الإرهابية لهذا العام اكثر من (3,931) عملية، تباينت في توزيعها الجغرافي بحسب المحافظات وبالشكل الآتي، (دهوك، المثنى، ميسان، ذي قار، السليمانية، النجف، اربيل، واسط، القادسية، البصرة، كربلاء، بابل، كركوك، ديالى، نينوى، الانبار، صلاح الدين، بغداد) بعدد عمليات إرهابية بلغت في كل منها (0، 1، 2، 3، 4، 5، 10، 14، 17، 24، 228، 275، 494، 544، 511، 883، 899)، حادث إرهابي على التوالي من العدد الكلي للحوادث في العراق لعام 2014.
وأظهرت الأرقام استشهاد اكثر من (13,965) مواطن عراقي وجرح (16,804) أخرين نتيجة الحوادث الإرهابية، واكثر من مليونين نازح في المحافظات التي سيطر عليها كيان داعش الارهابي لهذا العام.
ومن اهم خصائص الارهاب في العراق لعام 2014 مايلي:
- عمل كيان داعش الارهابي على اتباع سياسة السيطرة الإقليمية واستطاع التمدد من سوريا باتجاه العراق مستغل الفراغ الامني والانقسامات السياسية والتصعيد الطائفي بين مكونات الشعب العراقي اذ تمكن من السيطرة على 40% من مساحة محافظات (نينوى، الانبار، صلاح الدين وبعض اجزاء محافظة كركوك) واعلان قيام دولتهم المزعومة بتاريخ 29 حزيران 2014 من محافظة نينوى (دولة الخلافة) بعد السيطرة عليها يوم 10 حزيران من نفس العام.
- استهداف مكونات الشعب العراقي بشكل منهجي وحدوث عمليات قتل جماعي على الهوية وادفن في مقابر جماعية مثل جريمة قاعدة سبايكر وسجن بادوش وتهجير وسبي النساء الإيزيديات والشبك الشيعة.
- وفقاً للرصد الذ قامت به بعثة الامم المتحدة (يونامي) للفترة من كانون الثاني الى حزيران عام 2014 تأشر استشهد ما لا يقل عن 5,576 مدنياً وأصيب 11,666 اخرين في جميع أنحاء العراق، ويمثل ذلك ارتفاعاً بنسبة 73% في عدد المدنيين الذين استشهدوا و49% في عدد المصابين مقارنة بنفس الفترة من عام 2013، وكان شهر حزيران الأكثر دموية منذ عام 2008 إذ استُشهد 1,775 مدنياً وجرح 2,351 آخرين في أقل تقدير.
- تأشر لفريق الامم المتحدة (يونامي) خلال الفترة من كانون الثاني الى حزيران لهذ العام استخدام العبوات الناسفة بما في ذلك السيارات الملغمة والانتحاريين سواءً من يرتدون أحزمة ناسفة أو يقودون سيارات ملغمة، استمر بالتسبب في وقوع العدد الأكبر من الضحايا المدنيين، وتسببت العبوات الناسفة بمقتل 1,828 مدنياً وجرح ما لا يقل عن 5,677 اخرين بينما ادت الهجمات بالسيارات الملغمة الى استشهاد 669 مدنياً وجرح 2,288 اخرين للمدة المشار اليه اعلاه.
- إشارة البيان الصادر بتاريخ ٢ اب ٢٠٢٤ عن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونايتد) بأنه في 3 آب/أغسطس 2014، هاجم داعش سنجار، وذبح الآلاف من الرجال، واختطف 6،417 من الإيزيديين، وأخضع النساء والفتيات لأشكال مختلفة من العنف الجنسي الوحشي، بما في ذلك الاغتصاب والعبودية الجنسية، وأفاد بأن 2,847 من الإيزيديين مازالوا في عداد المفقودين، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المفقودين من مجتمعات أخرى.
- المقاتلون الأجانب: استمر توافد المقاتلين الأجانب إلى أماكن متفرقة في العراق وسوريا عام 2014 وتشير التقديرات إلى أن المقاتلين الأجانب قد بلغت أعدادهم في سوريا والعراق ما يقارب حوالي 30 ألف فرد من نحو 100 دولة مختلفة. وأنه قد جاء من تونس العدد الأعلى من هؤلاء المقاتلين بما يُقدر بنحو 5,000 آلاف مقاتل إرهابي.
- شكلة فتوى(الجهاد الكفائي) التاريخية للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني بتاريخ 13 حزيران عام 2014 نقطة تحول في مواجهة تمدد كيان داعش الارهابي، التي استجاب لها مئات الالاف من مختلف شرائح المجتمع، إذ تمكن المتطوعين من صد الهجمات الارهابية وتحرير المحافظات المغتصبة، وتقويض قدرات داعش في قيام دولة الخلافة بالمشاركة مع القوات الامنية الاخرى.
- التحول نحو الحرب الشاملة بواسطة الهجمات الواسعة النطاق واستخدام اساليب العنف المتطورة والوحشية وارتكاب العديد من الجرائم منها ما يلي.
- قامت تلك العصابات بحفريات واسعة لاستخدامها كمقابر جماعية لعدد من أبناء محافظة (نينوى والرمادي) اذ وجد اكثر من (١٥٠) جثة.
- قامت عصابات داعش الإرهابية في يوم ١٥/٦/٢٠١٤ بخطف 2,157 من المدنيين العزل في قاعدة سبايكر الجوية وقتلهم في مناطق متفرقة في محافظة صلاح الدين.
- بتاريخ ١٠/٦/٢٠١٤ قامت عصابات داعش الإرهابية بمجزرة في سجن بادوش على خلفية طائفية، وقتل أكثر من (١,٠٠٠) ضحية من المذهب الشيعي.
- إعدام إمام وخطيب جامع الموصل الكبير في مدينة الموصل لرفضه سياسة عصابات داعش الإرهابية بتاريخ ١٧/٦/٢٠١٤.
- إعدام (٩٤) مدنيًا من التركمان الشيعة والشيعة الشبك في مناطق تلعفر وكذلك قامت بإعدام الرجال كبار السن والنساء والأطفال.
- قتل أكثر من (١٠٠) شهيد من الأهالي في الموصل بحجة مخالفتهم لتعاليم التنظيم، فضلاً عن قتل النساء والأطفال واختطاف الفتيات.
- قتل شيخ عشيرة اللويزي يوم ٢٧/٧/٢٠١٤ وعدد من أقاربه بهجوم مسلح جنوب غرب كركوك.
- إعدام امرأتين يوم ١٧/٨/٢٠١٤ في الرمادي صلباً بسبب أنهما كانتا تعملان في أحد المحاكم الرسمية، كما أقدمت على تصفية عدد من الضحايا في مدينة كركوك بنحرهم أمام الناس.
والجدول التالي يبين اهم الحوادث الإرهابية المؤثرة لعام 2014 بحسب عدد الضحايا لكل حادث ارهابي.
خريطة الحوادث الإرهابية في العراق بحسب المحافظات لعام 2014
مصادر المقال
- جمهورية العراق، وزارة حقوق الإنسان، تقرير حقوق الإنسان بالعراق لعام 2014.
- تقرير حقوق الانسان في العراق كانون الثاني- حزيران 2014، مكتب حقوق الانسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، آب 2014.
- تقرير فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونايتد) المنشور على الموقع التالي، https://www.unitad.un.org/ar/investigations_AR
- الاتجاهات الأساسية لظاهرة الإرهاب في عام 2014، معهد السلام والاقتصاد (IEP)، الخميس، 8 ايلول، 2018
- National Consortium for the Study of Terrorism and Responses to Terrorism (START), University of Maryland, United States http://www.start.umd.edu /