رياض هاني بهار
سيحل علينا 21/7/2025 وهي الذكرى الثانية عشرة لأكبر عملية فرار لمحكومين لم يشهدها العالم بتاريخه مثلما حصلت في إصلاح أبي غريب، الذي هو من أكثر السجون تحصيناً وفي هجمة واحدة تمكن الإرهاب أن يفرج عن جميع نزلائه ولقد وصفها الأمين العام للإنتربول الدولي (إن اقتحام السجن “تهديد كبير” للأمن العالمي) سأتجنب مناقشة الأسباب لأن الأسباب واضحة والمسببات معروفة سأعرض باختصار تداعيات هروب النزلاء من أبي غريب
أولاً – هروب المئات من عتاة الأمراء في تنظيم القاعدة مما يسمى الجيل الأول الذين اعتقلوا على يد قوات التحالف
أوجزها بالإحصاءات الآتية
– عدد النزلاء الهاربين (1003) محكوم بالإعدام والسجن المؤبد
– عدد الفارين الذين تم إعادتهم إلى إصلاح أبي غريب (404) قبض عليهم بعد يومين من هروبهم بالمناطق المحاذية من أبي غريب من قبل عمليات بغداد وهم محكومون بأحكام جنائية حيث تركوهم يلاقون مصيرهم لعدم علاقتهم بالتنظيم
– عدد المحكومين بقضايا الإرهاب والذين فروا ولم يقبض عليهم لحد الآن (599) وهؤلاء أغلبهم من ولاة تنظيم القاعدة الذين قبض عليهم للسنوات 2005 – 2010 وكانت سيارات رباعية الدفع تنتظرهم وهربتهم إلى سوريا بذات اليوم واليوم التالي
ثانياً – المحصلة بلغ عدد شهداء منتسبي الإصلاح 12 شهيدًا و44 جريحا وبلغ عدد القتلى من النزلاء 71 من ضمنهم 26 محكوما من الصحوات تم قتلهم وحرق جثثهم.
في 14 شباط 2014 أصدرت محكمة الجنايات المركزية حكما بالسجن خمس سنوات في حق ستة ضباط في الشرطة الاتحادية على خلفية عملية الهروب لتخاذلهم وعدم قيامهم بواجباتهم
ثالثاً – لم يتم مساءلة وزير العدل أو مدير عام الإصلاح الاجتماعي باعتبارهم المسؤولين المباشرين بسبب انتمائهم إلى جهات سياسية نافذة، ويتحمل المسؤولية في هذا الموضوع رئيس مجلس الوزراء آنذاك، أما تقرير اللجنة البرلمانية كان تقريرا بائساً ومضحكاً
رابعاً – تشكلت (دااااع ش) بعد فرارهم في سوريا وكان الفارون من السجن قادة التنظيم
خامساً – لم تمضِ سنة حتى تم احتلال مدينة الموصل 10 حزيران 2014 وكان البعض من الفارين قادة للتنظيم
الخلاصة
- ذاكرتنا الجنائية العراقية مثقوبة أرشيفها مبعثر، هذه القضية بالذات أشغلت الرأي العام العالمي وعند البحث عن هذه الملفات لم نجد لها توثيقاً علمياً لدى الأجهزة الأمنية أو مراكز البحوث ولربما هناك أياد بعثرت هذا الملف المهم، حيث لم نتعرف على مصير الفارين الخطرين هل تم قتلهم بمعارك الموصل أو الشام أو ليبيا أم هربوا إلى دول أوربا بأسماء مستعارة، هل ما زالوا فاعلين. هذه الأسئلة مطروحة للأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية ويفترض هناك إجابات مقنعة، وهناك أرشيف عنهم غير مكتمل لدى الانتربول الدولي لكن لم يحدث
- خلال 12 سنة الماضية كان على المراكز البحثية أو مراكز الدراسات تتناول هذا الموضوع المهم وتشبعه بحثا للاستفادة منه من قبل المؤسسات التنفيذية ومن المؤسف لا يوجد بحث واحد تناول هذا الموضوع الخطر