د. ثائر الخيكاني
تُعد أحداث العنف في عام 2005م امتداداً لأحداث العام السابق، فضلاً عن التطورات السياسية والأمنية لهذا العام، التي كان لها أثر بالغ في تصاعد أعمال العنف في العراق، من أهمها التصويت على إنشاء الجمعية الوطنية الانتقالية بتاريخ 30/1/2005م، وما تلاها من تشكيل أول حكومة في شهر نيسان برئاسة إبراهيم الجعفري، والتصويت على جلال الطالباني رئيسا للجمهورية، ومن ثم انتخابات 15 كانون الأول؛ لتشكيل أول برلمان، وحكومة كاملة الصلاحيات، بعد إجراء الاستفتاء على دستور جمهورية العراقي في تشرين الأول عام 2005م، الذي نص على أن يكون نظام الحكم ديمقراطيا فيدراليا.
وبلغ عدد العمليات الإرهابية عام 2005م (617) عملية إرهابية مقارنة بالعام الذي سبقه الذي سجل (323) عملية، فيما سُجِّلت (102) عملية إرهابية في عام 2003م، توزعت على عموم مدن العراق، تم تنفيذها أغلبها باستخدام المواد المتفجرة بواسطة العجلات المفخخة والانتحاريين، مستهدفين تجمعات المواطنين في المناطق المأهولة بالسكان في الأسواق والمراكز الحكومية الخدمية، مثال على ذلك تفجير شاحنة مفخخة يقودها انتحاري استهدف جمعا من السكان، قرب مركز طبي؛ للحصول على الشهادات الصحية في مدينة الحلة، أدى إلى استشهاد (110) شخصاً، فضلاً عن العديد من التفجيرات في محافظة بغداد، ولاسيما في مدينة الصدر، والشعلة، والمناطق الشعبية الأخرى بواسطة السيارات المفخخة مثل العمليات الارهابية في يوم 14 أيلول التي قتل من جرائها أكثر من (160) شهيدا، و (542) جريحا، وتبنت القاعدة مسؤوليتها عن تلك الهجمات وأعلنت حرباً شاملة على الشيعة في العراق.
ونشير إلى أهم الأعمال الإرهابية بالنسبة إلى عدد الضحايا من الشهداء والجرحى التي وقعوا من جرائها، التي تبنى تنفيذها تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد الرافدين بواسطة سلسلة من التفجيرات التي استهدفت تجمعات المواطنين في الأسواق والمناطق المكتظة بالحركة في أوقات الذروة، ونذكر منها ما يأتي:
تباينت هذه العمليات في توزيعها الجغرافي بحسب المحافظات، وبالشكل الآتي:
(كربلاء، ميسان، المثنى، النجف، ذي قار، القادسية، أربيل، واسط، البصرة، الأنبار، نينوى، بابل، ديالى، كركوك، صلاح الدين، بغداد)، بعدد عمليات إرهابية بلغت في كل منها (1 ،1 ،2 ،2 ،2 ،2 ،4 ،4 ،18، 39،31، 46 ،52 ،54 ،69، 272) على التوالي.
فضلا عن ذلك سجّل عام 2005 عدد شهداء بلغ (3384) شهيدا، و (6067) جريحا في حين سجّل عام 2003م عدد شهداء بلغ (2171 شهيداً) و (4212 جريحا).
إن التنظيمات الإرهابية عززت توجهاتها، وأهدافها، ودوافعها بتركيزها على البعد الطائفي؛ مما ظهر جليا على عملياتها الإرهابية من خلال استهداف تجمعات السكان، وإيقاع عدد كبير من الخسائر البشرية في المناطق المكتظة، وذات الكثافة السكانية العالية؛ بهدف الدفع لوقوع الفتنة الطائفية بعد أن استهدفت العمليات الارهابية مكوناً محدداً بشكل كبير، وذلك لإفشال التجربة السياسية الجديدة في العراق.
العمليات الإرهابية في العراق بحسب المحافظات لعام 2005