banarlogo

أشبال الخلافة… براءة استباحها الفكر التطرف

أشبال الخلافة …براءة استباحها الفكر التطرف

 

أ. د. حسين الزيادي

 

يُعدُّ الأطفال من أكثر فئات المجتمع هشاشة، لذلك تستغل التنظيمات المتطرفة وضعفهم حتى تُشركهم في العمليات الإرهابية، ويعدّ أشبال الخلافة وهم شريحة واسعة من الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل تنظيم داعش المتطرف ألغاماَ خفية وقنابل مستقبلية موقوتة جاهزة للانفجار في أية لحظة، فهؤلاء غرست الكراهية في وجدانهم، وتشربوا بالفكر المتطرف، وتعرضوا لعملية غسل دماغ بصورة تدريجية تحت تأثير عوامل مختلفة، أبرزها الخوف الشديد نتيجة الصدمات الناجمة عن الحروب والكوارث، والترهيب المقصود، والإرهاق الجسدي والقلق النفسي، وبإمكان التنظيم الإيعاز لهؤلاء للقيام بعمليات انتحارية، وهم أعداد ليست بالقليلة إذا علمنا أن المعلومات التي حصلت عليها الجهات الأمنية العراقية تؤكد وجود حوالي أربعة آلاف (شبل) داخل الموصل، في حين قَدَّرَت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) بإنّ داعش خطفت ما بين 800 إلى 900 طفل تتراوح أعمارهم ما بين تسعة إلى خمسة عشر عاماً من مناطق مختلفة من الموصل، عرفنا حجم الخطر الكبير الذي ممكن ان يتجسد واقعاً يمس امن البلد.

عندما نرى طفلاً يقوم بذبح إنسان أو يطلق النار على مجموعة من الأسرى، وهذا ما أظهرته وسائل الأعلام والمقاطع التي سربها التنظيم، ندرك جيداً أن الطفولة في خطر حقيقي، ففي كانون الثاني من عام 2014م ظهر أحد الأطفال ضمن تنظيم أشبال الخلافة وهو يلقي خطبة في أحد المساجد يدعو فيها للالتحاق بزعيم داعش أبو بكر البغدادي، وقبله أظهر تسجيل فيديو نشره التنظيم المتطرف طفلاً ممن يطلق عليهم أشبال الخلافة يقوم بعملية ذبح ضابط في الجيش السوري، ونُشر شريط فيديو يوم 4 تموز عام 2010م، يظهر أطفالاً يعدمون 25 جندياً سورياً، و في العراق أظهر شريط مدته 22 دقيقة عن مذبحة سبايكر في تكريت، مشاركة الأطفال في تنفيذ الاعدامات.

 يسير تنظيم داعش على الطريقة الانكشارية التي تعني باللغة التركية الجيش الجديد الذي يتكون من صغار يتم الحصول عليهم من سبي المدن الجديدة التي يتم فتحها وأول من ادخل هذه الطريقة هو السلطان العثماني أورخان الأول بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، قد تأثر تنظيم داعش بهذه الطريقة فتم جلب الأطفال وهؤلاء غالبيتهم من الأيتام، وأبناء السبايا، والمخطوفين، ليتم تدريبهم ليتشبعوا بتعاليم التطرف والكراهية والعنف، ويتم غرس العنف من خلال ذبحهم للحيوانات اولاً ثم جعلهم يمتثلون للأوامر فيذبحون الاسرى و يحتزون الرؤوس أو يشاركون في عمليات القتل والتفجير

إن أفعال داعش بشأن عسكرة الأطفال تتعارض من الناحية القانونية مع القانون الدولي الإنساني الذي حرم اشراك الأطفال في النزاعات المسلحة من خلال البروتوكولين الإضافيين إلى اتفاقات جنيف لعام 1977م اللذين نصا على حظر تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة وإشراكهم في الأعمال العدائية، كما إنها تتعارض مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل في المواد 31 والمواد 37، ويلحظ هذا الحظر أيضاً في اتفاقية حقوق الطفل، والميثاق الأفريقي لحقوق الطفل، وبمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن تجنيد الأطفال إلزامياُ أو طوعياً في القوات أو الجماعات المسلحة في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية يشكل جريمة حرب، وقد اعتمد المؤتمران الدوليان للصليب الأحمر والهلال الأحمر في عاميّ 1986م و 1995م، قرارين يشددان على حظر تجنيد الأطفال، وأدان مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بشدة تجنيد الاطفال في النزاعات المسلحة بقرار تم اعتماده عام 1999م، وفي قرار بشأن الأطفال في النزاعات المسلحة، تم اعتماده عام 1999م، أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشدة تجنيد الأطفال، كونه انتهاكاً للقانون الدولي.